أنت هنا

قراءة كتاب سجاد عجمي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
سجاد عجمي

سجاد عجمي

كتاب " سجاد عجمي " ، تأليف شهلا العجيلي ، والذي صدر عن منشورات الضفاف للنشر والتوزيع ، نقرأ من

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: منشورات ضفاف
الصفحة رقم: 8

ردّت امرأة وراءها، كانت قد عرفتها على ظهر السفينة:

- أيقول ذلك من خلّف بغداد وراءه؟!

قالت المرأة وهي تحتضن طفلها:

- والله لا يَعدل هذا المنـزلَ سوى الجنّة!

بدت (لبانة) قد جاوزت العشرين بربيعين أو ثلاثة، عليها ثوب من الكتّان الأبيض، مطرّز عند الصدر بخيوط من القصب الأصفر، وقد لفّت شعرها بخمار فيروزيّ عقصته إلى الخلف، وثبتته بعصابة من نقش قصب الثوب ذاته، بحيث خفي على عمر لونه، فخمّن أن يكون أسود، مسايراً لوجهها الحنطيّ المشرّب بسمرة خفيفة من تلاويح الشمس، وقد تدلّى من أذنيها قرطُ ذهبٍ له شكل طارة كبيرة. وحينما كان عمر منهمكاً يجمع تلك التفاصيل، بادرته لبانة:

- شكراً لك أيها السيّد، هلاّ أكملت جميلك، فأرسلت إلينا من يحملنا إلى نـزل نرتاح فيه، أخشى أنّ حال الأماكن قد تحوّلت، وقد لقينا من سفرنا هذا نصبا.

- أمهليني، وأراد أن يقول لها ياأختاه، لكنّ الكلمة وقفت في حلقه، فواصل: ياسيّدة، ريثما أحضر مركبتي...

- لا، لا أرجوك، يكفي أن تدلّنا على الطريق والوسيلة.

- الوسيلة معي، وتعرف طريقها.

- لكنّ لبانة أصرّت على أن تترك عمر لشغله، وقبل أن يأخذ ومولاه فرصة للقيام بأيّ شيء، كانت دابّتا الكرّاء قد حملتا المتاع، والطفل، والمرأة التي شكرته بابتسامة، وسارت في طريقها إلى النـزل.

الصفحات