أنت هنا

قراءة كتاب سجاد عجمي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
سجاد عجمي

سجاد عجمي

كتاب " سجاد عجمي " ، تأليف شهلا العجيلي ، والذي صدر عن منشورات الضفاف للنشر والتوزيع ، نقرأ من

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: منشورات ضفاف
الصفحة رقم: 9

-4-

(محبوبة) امرأة حسناء، ذات غنى، تملك نُزُلاً بمغنى، ومطعم في (حيّ الرياحين)، يختلف إليه الأشراف وغيرهم من أهل المروءات في الرقّة. وهي ظريفة وعالمة بأمور النساء، وقد كانت قبل ذلك جارية لمالك الأشجعيّ، والد عمر وريّا، تجيد الغناء، والضرب على العود، فلمّا أعتقها، فتحت هذا النـزل، تستقبل فيه المسافرين، وطالبـي السهر والطرب، وتقوم وفتياتها وغلمانها على خدمتهم، فأثمر دأبها، وازدهر عملها، وصارت من ربّات المال في الرقّة، وهي صاحبة نخوة، تفكّ المدين، وتعطي المحتاج، وتصون السرّ.

حينما دخلت لبانة بهو النـزل كانت قد لفتت انتباه الجالسين بخطواتها الوئيدة، وهيئتها البهيّة التي أثارت فضول محبوبة، فهي لم تَعْتَدْ حضورَ نساء شابّات لهنّ هذا الحسن، وذلك الهندام، وليس برفقتهنّ أحد، لكنّها لم تأخذ وقتاً طويلاً لتتذكّر لبانة:

- أنت لبانة بنت إياد السلميّ!

- نعم

- كم أنضجتك الغربة!

لم تستغرب لبانة من أن يعرفها الناس في الرقّة، فسبع سنوات ليست بالغياب الطويل، لتحول حال الوجوه فيه، وها هي تعود لتجد نـزلاً جميلاً تديره امرأة، لتعرف منها أحوال البلاد، وأخبار العباد، مذ غادرتهم.

لم تَنَمْ لبانة تلك الليلة، وبقي قيس الصغير في حجرها يتململ من حديث أمّه مع محبوبة إلى الفجر. كانت لبانة في شوق لتلقى أباها وإخوتها الذين لم تسمع عنهم خبراً كلَّ ذلك الوقت. محبوبة طمأنتها أنّهم بخير، فأبوها يتردّد على النـزل كلّما نـزل من دير زكّا، حيث زراعته، إلى الرقّة، وإخوتها امتلكوا زراعةً في الرقّة السوداء، جنوبيّ الجسر، وأكثرهم يقيم فيها.

- مالَكِ سكنْتِ يالبانة؟ ها قد حكيت لك الحكاية من أوّلها إلى آخرها!

الصفحات