أنت هنا

قراءة كتاب الموروث وصناعة الرواية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الموروث وصناعة الرواية

الموروث وصناعة الرواية

كتاب " الموروث وصناعة الرواية " ، تأليف د.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: منشورات ضفاف
الصفحة رقم: 6

النوع الثاني: اجتياز الزمن الحاضر إلى الحنين إلى الماضي

رحلت بعض الأعمال الروائية إلى الماضي باحثة عن هوية تتكئ على الزمن الذي يمكن وصفه بالجميل والمشرق، لذا جاء الحنين إلى صيغ الماضي في قوالب كثيرة، إلا أن تلك القوالب تجسد رحلة البحث عن الأمان في الزمن الماضي، ولنا أن نستقي مثالًا على ذلك ما أشار إليه (وليم غرانارا William Granara) الذي حلل ثلاث روايات عربية من حقب متباعدة في كتابة الرواية العربية لكنها اتفقت في استلهامها الأندلس وتاريخه، وهذه الروايات هي: «شارل وعبدالرحمن» (1904م) لجرجي زيدان (1914م) و«هاتف من المغيب» (1949م) لعلي الجارم و«ثلاثية غرناطة» (1994) لرضوى عاشور، ووصل فيها إلى خلاصة يعدد فيها أسباب ذلك بوصفه في صورة عامة نوعًا من الحنين إلى الماضي، ثم يفصل ذلك فيرى زيدان قد وظف الأندلس ليجسد منظوره في الحضارة العربية والحداثة، والإيمان والعلمانية، أما الجارم فيرى حياة ابن زيدون تجسد الفوضى واختلال الحياة في المدينة حينما يسقط النظام السياسي، أما عاشور فروايتها عالم من التغييرات المتتالية، والغلبة والنفي.9

رحل سيف الإسلام بن سعود إلى الماضي القريب في حقبة العهد العثماني حيث تدور أحداث روايته «الكنز التركي». ومع تفاوت أمكنة السرد بين المدينة المنورة ودمشق وكابل ودبي إلا أن العمل قد ارتهن إلى الماضي لتمرير رسالته التي تكشف عن خيبات آمال تتكرر ماضيًا وحاضرًا، وتشير إلى امتزاج الهمّين المحلي والعربي معًا حين ختم الرواية بالمقطع الآتي:» في تلك الأيام المليئة بالإحباط صدرت الصحف في بلادي وهي تحمل مزيدًا من العنف والعمليات الإرهابية، وعناوين جانبية عن اصطدامات فكرية بين غلاة حماة الدين والفكر الليبرالي. في نفس تلك الأيام تلقيت إخطارًا بأن روايتي الثانية قد تم منع توزيعها وبيعها في بلادي رغم تأكيدات الانفتاح والشفافية».10 وفي مثل هذا العمل الراحل إلى الزمن الماضي القريب الذي تمثل في العهد العثماني رحل محمد سعيد دفتردار بزمن روايته «قصة الأفندي» إلى المدينة في الحقبة العثمانية، ليكشف بعض ملامح الأبطال المنتمين إلى النصف الأول من القرن الرابع عشر الهجري.11

الصفحات