كتاب " الموروث وصناعة الرواية " ، تأليف د.
أنت هنا
قراءة كتاب الموروث وصناعة الرواية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
الفصل الثاني : شهرزاد في ثوبها الجديد
يُعدُّ كتاب «ألف ليلة وليلة» من الكتب العالمية الأكثر صيتًا وتأثيرًا، إذ اخترقت امتداداته حضارات العالم أجمع، فلا تخلو حضارة ما من تأثيره والتعالق مع حكاياته ذات الطابع الفلكلوري والعجائبي المرويّة للملك شهريار من الراوية الأكثر شهرة في العالم زوجته شهرزاد. لقد كان تأثير الكتاب قويًا في الأعمال الإبداعية ليس في الثقافة العربية فحسب، بل في أغلب الثقافات العالمية الرئيسة. وليس غريبًا أن يُعدَّ هذا الكتاب من أهم الكتب التي أنتجتها الثقافة العربية، على الرغم من تهميشه في الثقافة العربية الرسمية، أما الثقافة الشعبية فقد ظل حاضرًا فيها، وهي ثقافة غير معتمدة على سلطة سوى سلطة التداول الشفاهي والكتابي بين العامة.
ولما لهذا الكتاب من تأثير عام في معظم الآداب العالمية، وتأثير خاص في الأدب العربي الحديث تمثل في الاستحضار المتميز له في الأشكال والمضامين الروائية فإن هذه الدراسة ستحاول الإجابة عن السؤالين الآتيين: كيف تم توظيف كتاب «ألف ليلة وليلة» في الرواية العربية الحديثة؟ ولماذا؟
وستتم قراءة بعض الأعمال الروائية العربية الحديثة المناسبة للإجابة عن سؤالي الدراسة. ومن الأعمال الروائية المقترحة رواية «ليالي ألف ليلة» في (1979م) للروائي المصري نجيب محفوظ، و«بدر زمانه» في (1983م) للمغربي مبارك ربيع، و«طريق الحرير» في (1995م) و«سيدي وحدانه» (1998م) وكلا العملين للسعودية رجاء عالم، و«ألف امرأة...لليلة واحدة» في (2010م) للسعودية زكية القرشي، إلى جانب بعض الأعمال التي ستناقش بصورة جانبية، وتتميز هذه الأعمال الروائية المقترحة في كونها متنوعة وشاملة في المكان والزمان والاتجاه الأدبي؛ إذ تنوعت البلدان العربية التي صدرت منها تلك الأعمال، وصدرت في فترات زمنية متباينة، إلى جانب كونها لا تندرج في إطار اتجاه أدبي واحد.
تهدف هذه الدراسة إلى تقديم صورة من صور التجريب الذي تفاعلت معه الرواية العربية، ولاسيما ما يتصل بالحوار النصي في الرواية، وذلك بربط هذا المفهوم بما تم إنجازه في الرواية اعتمادًا على مراجعة إشكالاته والعوامل المؤثرة فيه.


