أنت هنا

قراءة كتاب من الحطب الى الذهب

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
من الحطب الى الذهب

من الحطب الى الذهب

كتاب " من الحطب الى الذهب " ، تأليف د.

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
دار النشر: منشورات ضفاف
الصفحة رقم: 3

مقدمة

هذه الدراسة المقارنة هي ثمرة بحث في الحكاية الشفوية والتراث الشعبـي السعودي بصفة عامة قمت به في السنة الجامعية 2010- 2011 لـمّا أقمت بمدينة الرياض أستاذا بكلّ من كلية اللغات والترجمة وكلّية السياحة والآثار بجامعة الملك سعود، أمّا الحكايات الفرنسية حكايات بيرو (Perrault) وغيرها من التراث الشفوي الفرنسي، فبعضها قد اطّلعت عليه منذ صباي بحكم معرفتي بالفرنسية منذ سنوات دراستي الأولى في تونس وبعضها الآخر اكتشفته منذ انشغالي بمسألة المخيال (imaginaire) التي أعددت حولها أطروحة دكتوراه في جامعة السوربون (Sorbonne) بباريس في تسعينات القرن الماضي.

إنّ الحكاية الشعبية هي بالطبع جزء مهمّ من المخيال البشري والذاكرة الإنسانية. في الرياض لم تكن الحكايات السعودية التي جمعها الجهيمان في أربعة أجزاء قادرة لوحدها أن تطفئ ظمئي لهذا الموروث الذي قد لا يضاهيه موروث آخر ثراء من حيث مادته التربوية والتخييليّة في بناء شخصية الطفل وفي تنشئته الاجتماعية والوجودية. ولم يكن اطّلاعي كذلك على الحكايات التي جمعتها لمياء باعشن في مدينة جدّة ونشرتها بعنوان جميل ذي مضامين عميقة استعارته من قفلة الحكاية الشعبية السعودية "الثبات والنبات"، سأعود إليه بالتحليل في فصل كامل في مؤلّف أعدّه الآن عن الحكاية الشعبية في الخليج العربـي كافيا أيضا ليفي بالغرض، فعقدت العزم على النـزول إلى العمل الميداني كما فعلت ذلك من قبل في تونس لإنجاز مؤلّفي الذي صدر بعنوان "انتروبولوجيا الحكاية: دراسة انتروبولوجية في حكايات شعبية تونسية"، وبدأت أعقد الصلات لذلك مع زملائي السعوديين من المنتمين إلى جمعية الحفاظ على التراث بجامعة الملك سعود. غير أنّ الظروف حالت دون ذلك نظرا إلى اضطراري للعودة إلى تونس على عجل بعد سنة فقط من الإقامة في المملكة. غير أنّه من حسن حظّي أن مدّني طلبة اللغة الفرنسية بكلية اللغات والترجمة الذين درّستهم مقرّر "الثقافات المقارنة" ببعض السوالف[1]التي استقوها في لهجاتها العامية السعودية من رواتها مباشرة.

وفي الحقيقة لم أفاجأ بردّة فعل طلبتي في هذا المقرّر لأوّل وهلة لـمّا أعلمتهم بأنّنا سنتناول بالدرس "سوالف" سعودية وفرنسية ضمن منهجية مقارنة. لقد كان ردّ فعلهم مطابقا تماما لأوّل ردّ فعل للطلبة التونسيين الذين درّستهم في جامعة تونس والمعهد العالي للطفولة بقرطاج منذ أكثر من عقد من الزمن. فهؤلاء الطلبة لم يعتادوا على دراسة "سوالف" الجدّات في الجامعة حتى وإن كان تناولها يتمّ باللغة الفصحى سواء كانت عربية أو فرنسية.

الصفحات