كتاب " من الحطب الى الذهب " ، تأليف د.
أنت هنا
قراءة كتاب من الحطب الى الذهب
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
وقال الغول لصفير زدني زادك الله فلم يزده صفير.. وأعاد الغول القول بطلب الزيادة.. وأغرى صفيرا بأنه سوف يعطيه الكنـز الذي في المكان الفلاني.. ولكنّ صفيرا لم يزده على الضربة الأولى وجعل الغول يغري صفيرا بشتى الإغراءات ويعده بمختلف الوعود.. ولكن صفيرا لا يستجيب لتلك الإغراءات.. ولا ينخدع بالوعود!!
وأخيرا خر الغول صريعا لليدين وللفم.!!
وخرج صفير مسرعا يبحث عن إخوانه فوجدهم غير بعيد.. ودعاهم وأخبرهم بما جرى.. وعاد الأخوة الثلاثة إلى زوجة الغول التي احتضنت كل واحد منهم وقبلته قبلا حارة وهنأتهن تهنئة مخلصة بنجاتهم من ذلك الغول الشرس الذي لا يكاد ينجو منه أحد..
ثم أخبرتهم زوجة الغول بأنه أخذها من أهلها قسرا وتزوج بها قسرا.. وبقيت تعيش معه كزوجة.. ولكنه من حسن حظها أنها لم ترزق منه بذرية.!!
فهنأ الأطفال الثلاثة تلك السيدة.. على نجاتها من ذلك الغول.. وقالوا لها إننا سوف نكون أولادا لك وسوف نكون طوع أمرك في كل ما تريدينه..
وشكرتهم المرأة على مشاعرهم الكريمة.. وقالت لهم هيا نبحث عن تلك الكنوز التي وعدكم بها في آخر حياته وذهبوا إلى تلك الكنوز فاكتشفوها واحدا إثر واحد.. ووجدوا فيها أموالا لا تحصى...
فأخذوا ما استطاعوا حمله.. ثم ذهبوا إلى البلد مع المرأة التي هي زوجة الغول وهم لا يسمونها إلا أمهم وهي لا تدعوهم إلا أولادها.
وعندما وصلوا البلد المقصود اشتروا بيتا وأثثوه أحسن أثاث وأجمله.. وافتتحوا حانوتا فصاروا يبيعون فيه ويشترون.. ويتعرفون بالتجار الكبار.. والقادة الأخيار.!!
وكان أمر والديهم يحزّ في أنفسهم كثيرا فعلى الرغم مما فعله الوالدان فإن الأولاد يحنون إليهما ويبحثون عنهما.. ويسألون عن أخبارها.. ولكنهم لا يعثرون على خبر.. ومضى على ذلك عدة سنوات... وهم يسألون فلا يهتدون إلى ما يريدون وتجارتهم تنمو وتزيد يوما بعد يوم.. وزوجة الغول تقوم بشؤونهم المنـزلية.. وكأنها والدتهم..
وفي يوم من الأيام قال الأخ الصغير الذي هو صفير.. إنني سوف أسافر إلى بلاد بعيدة.. وربما لا أعود إليكم مرة ثانية... فلم يأذن له إخوانه بهذا السفر.. ولكنه ألحّ عليهم إلحاحا متواصلا.. وقال إنني رجل قد بلغت رشدي.. وأنا أعرف منكم بمصلحة نفسي.. ولا حق لكم في منعي.. وأصرّ على رأيه في السفر..
وأمام إصرار صفير وإلحاحه لم يجد الأخوة بدّا من السماح له فاستعد للسفر وأعطاه إخوته كلما يحتاجه في سفره.. وزوّدوه بأموال كثيرة لتكون عونا له فيما قد يعترضه في طريقه من عقبات.!!
وسافر صفير للبحث عن والديه.. وصار يسير من قرية إلى قرية ومن بلد إلى بلد وهو يسأل عن اسم بلده وأخيرا وصل إلى البلد التي ظن أنها بلده.. فصار يتجول في شوارعها.. وأزقتها الضيقة.. ويحاول أن يتعرف على بعض بيوتها.. ولكن طول الغياب أنسته معالم البلد..
وبينما كان سائرا في أحد الأزقة.. وإذا به يرى بيتا صغيرا مهدما.. فتذكر بيت أهله.. إن هذا البيت المهدم يشبه بيت أهله كل الشبه.. والزقاق كذلك ليس غريبا عنه.. ووقف عند هذا البيت وتأمله طويلا.. فلم يزده تأمله إلا ثقة ويقينا بأن هذا البيت هو بيت والديه.. ومع ذلك فإنّ ظلالا من الشك لا تزال تعاوده بين لحظة وأخرى..
وقال في نفسه لماذا لا أدخل هذه الخربة فأزيل الشك باليقين وأرى ما بداخلها رأي العين.!!
ودق الباب الذي تلعب به الرياح.. ونادى ياأهل البيت وفوجئ صفير بصوت ضعيف يجيبه من أقصى الخربة ويقول اصبر قليلا لأفتح لك الباب..