أنت هنا

قراءة كتاب من الحطب الى الذهب

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
من الحطب الى الذهب

من الحطب الى الذهب

كتاب " من الحطب الى الذهب " ، تأليف د.

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
دار النشر: منشورات ضفاف
الصفحة رقم: 7

ولكن الرزق كان شحيحا.. والمعيشة كانت ضنكا وكان الرجل يبذل كل ما يستطيع من جهد ولكنها يد واحدة واليد الواحدة لا تصفق.. فالمرأة لا تساعد زوجها ببذل أي مجهود.. والأطفال صغار لا نفع فيهم.. فهم يأخذون ولا يعطون.. ويأكلون فلا يشبعون.. ويلعبون فيتعبون ولا يتعبون.!!

وضاق الرجل بهؤلاء الأولاد.. لأن كسبه لا يكفيه هو وإياهم.. ولهذا فقد صمم على الخلاص من هؤلاء الأولاد وقال لزوجته بفكرته. فجزعت الأم وخافت على أولادها من الهلاك أو الضياع.. إلا أنها رأت تصميم زوجها على هذا الأمر وهي ضعيفة أمامه لا تستطيع مقاومته.. ولا الوقوف في وجهه.. ولهذا فقد رأت أن تلجأ إلى الحيلة والتلطف بزوجها.. فقالت له:

- وماذا تريد أن تصنع بهم.؟!

فقال أنني أريد أن أذهب بهم إلى بعض الشعاب في قلب الصحراء فأتركهم هناك.. ورزقهم على خالقهم فقالت له زوجته إنهم الآن صغار.. فأصبر قليلا حتى يكبروا وتشتد سواعدهم.. وصبر الوالد فترة من الزمن ثم قال لزوجته إنني سوف أنفذ ما قلته لك سابقا وسأتخلص من الأولاد بتركهم في أحد الوديان.!!

وحاولت زوجته أن تمدد المدة ولكنها لم تستطع.. وكان الولد الصغير يسمع هذا الكلام.. وعلم أن والده مصمم على التخلص منهم.. وأن والدته تريد بقاءهم وتبكي على فراقهم.. ولكن الأمر ليس في يدها بل هي مغلوبة على أمرها.!!

وقال الزوج لزوجته.. إننا غدا سوف نخرج بالأولاد إلى الوادي الفلاني.. ثم نلتمس إحدى غفلاتهم.. فننسلّ من بينهم ونتركهم في ذلك الوادي ونقول:- تحت الله يازرع الله.!!

وبكت الوالدة بكاء مرا ولكن بكاءها لم يغير من الأمر شيئا وجاء الموعد.. وكانت أسماء الأولاد حسب كبر سنهم محمد وسعد وسعيد أما ألقابهم فهي أيضا جربوع وزفير وصفير..

وكان صفير هو الصغير وهو أذكى الإخوة الثلاثة.. وهو الذي سمع كلام والده وعرف ماذا يدبر لهم في الخفاء.. فذهب قبل الموعد إلى مكان حجارته بيضاء.. فالتقط من تلك الحجارة حتى ملأ جيوبه.

وحان موعد الرحيل.. ونادى الوالد أولاده بألقابهم قائلا جربوع زفير صفير.. فلبى الأولاد الثلاثة نداء والدهم.. وجاءوا إليه مسرعين.!!

وقال لأولاده استعدوا فإننا سوف نذهب جميعا إلى الوادي لجمع الحطب والأعشاب..

واستعدّ الأولاد ووالدتهم.. ومشوا في طريقهم إلى الوادي. تأخر الولد الصغير الذي اسمه صفير عن القافلة الصغيرة.. فصار يمشي في المؤخرة.. وكلما مشى فترة من الوقت ألقى حصاة بيضاء.. وكلما جاء في مفترق طرق ألقى حصاة أيضا.!!

ووصلت القافلة الصغيرة إلى ذلك الوادي السحيق.. يتقدمّها الأب وتتوسطها الأم وفي مؤخرتها صفير.!!

الصفحات