مسرحية " مولانا " ، تأليف الفارس الذهبي ، والتي صدر عن دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع ،
أنت هنا
قراءة كتاب مولانا
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
والقاورما للي ما بيعرف: هيه اللحمة المفرومة، لحمة العجل المفرومة والمقلاية مع البصل والملح والفلفل… آخ شو طيبة القاورما… كنت دائماً أسرق شوي وحطلهن حّد، واهرب من عيون الناس وأكلهن على جنب، أي شي على جنب كنت حسه طيب… هيك…! لا تسألوني ليش….بعرف أنو هادا الشي أنانية بس أنا من يوم يومي كنت حب كون لحالي واعمل أشيائي لحالي ما بعرف ليش!!كنت روح على جنب المدرسة الشركسية أو ورا شي تربة أو مزار أو مدفن: الأتابكية أو الصاحبية أو تربة شي ولي مجهول واقعد لحالي أتأمل بالقاورما … هنيك بحارة الشيخ محدين اللي هي مخلوطة خلط مثل القاورما، بس بدل الملح تجارة وبدل الفلفل تصوف، حارة مالها مثيل بالعالم… بتكون واقف بره عم تشتري من شي واحد شغلة أو غرض..وأنت بتعرف أنه هيه أحسن شي بالسوق وبتعرف أنو البياع عم يسرقك وينصب عليك و أنت موافق، لأنو بضاعته ممتازة، وأحسن شي بالبلد وهوه عنده هالثقة اللي بتخليه ما يتنازل بالسعر لأنو بيعرف أنك زبون نوعية… ومشان هيك جاية عالشيخ…بعدين بتخلص شري وبتفوت عالجامع (جامع الشيخ محدين) لتصلي ركعتين أو لتقرا الفاتحة على تربته الطاهرة الله يرحموا ويقدس سره(الفاتحة)(الجوقة بجميع عناصرها يقومون بقراءة الفاتحة بخشوع).
، قام بتشوف نفس الزلمة اللي سرقك برضاك بره قبل شوي… بتشوفوا ساجد وقاعد عم يدعي والدموع عم تشر من عيونو شر بكل صدق و إخلاص وتعبد وزهد،وهوه قاعد بين ايدين ربه وعم يناجيه ويشتكيله…. غريب!!… غريب!!
يا أخي هالقاورما شلون معمولة؟… بس طيبة وحلوة وظريفة ومنيحة بأيام الغلا…
الجوقة: قاورما… قاورما,, قاورما.
كنا نقعد على الأرض بيبيتنا بالشيخ محي الدين كلنا….. أنا وأبي وأمي وأخواتي… أبي كان مسؤول تكية الشيخ محدين… كان هوه اللي ينيم العالم كل واحد بمكانه ويفتح الباب ويسكروا… المفتاح كان معه!… أبي الحجي زين العابدين كان هوه المسؤول عن جمع التبرعات اللي بتجي وتوزيعها على الفقرا، كل فجر يوم اتنين… أبي الحجي زين العابدين اللي كان الشيخ محدين كله يوقف على حيله وقت يمر..الحاج زين العابدين بدقنوا البيضا المهيبة وجلابيتوا اللي متل التلج ومسبحته الطويلة اللي عم بترن بايدوا رن...ونحنا بالبيت كنا نخاف منو أكتر من كل العالم،لأنو كان ماسكها حنبلية معنا..،يعني ومزودها شوي:..الموسيقى...ممنوع..والتلفزيون..ممنوع...روحات وجيات...ممنوع..كل شي الله خلقنا من شانه هو العلم والعبادة وخدمة الناس...
كان يوقف قدام الحّلة وبايدوا الكبجاية متل الراعي اللي حامل عصاه، وعم يسكب لهالعالم الفقرا على باب الله واللي واقفين بالطوابير لآخر السوق كل واحد حسب الطنجرة اللي جايبها… يوم فاصوليا عيشة خانم ويوم شوربة عدس ويوم رز بفول.
ولبعد صلاة الفجر... بتشوف هالعالم: يلي حامل طنجرة ويلي حامل زبدية وهادا طاسة، والحجي بايدو.. عم يصب اللي جادوا فيه أهل الخير شي بلحمة وشي بلا لحمة، شي ربطات خبز وشي كياس حنطة. وهلق شوي بتذكرهم أنا: أبو طه الميداني كان ما يقطع اتنين، وأبو مستو التحتاني كمان، والحجة أنطوانيت متل ما كنا نقلها كانت الله يرحمها تحب الخضرة كتير.. قال بتمشيلها معدتها بس الله يذكرها بالخير كانت كل ما تعبي زبديتها النحاس توقف وتقول الله يرحمك يا شيخنا.. وأنا اندهش وأسألوا لأبي: ليش؟ مو هيه مسيحية ؟ويقلي:" قدس الله سره" ويسكت. إيه، وأبو بسام الأعمى كمان كان يقاسم الحمامات بخبزاتو دائماً ويوقف بصوتوا العالي ويرفع عكازتوا ويصرخ: الله يديمك يا حجي الله يديمك.
الجوقة:(الله يديمك يا حجي، الله يخليلك ولادك، الله يعز من مقداركن، الله يوجهلكن اللي فيه الخير كيف ما وليتوا وشكن).