مسرحية " مولانا " ، تأليف الفارس الذهبي ، والتي صدر عن دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع ،
أنت هنا
قراءة كتاب مولانا
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
الشيخ محدين وما أدراك ما الشيخ محدين.....
وقت نزلت لأول مرة بحياتي عالسوق تبع الشيخ محدين،كان عمري شي 10 سنين، أخدني وقتها أبو عابد معو لزيارة الشيخ عبادة، وبعدين قللي بنروح نصلي العشا سوى قدام قبر الشيخ محدين ومنرجع عالبيت فوراً.
أبي الحجي كان مو كتير يحب الشيخ محدين بس كان يحترموا كتير و يقدروا ويقراله الفاتحة دائماً،وبعدين يدعيله بالهداية والرحمة..ما بعرف ليش..بس مع هيك كان جامعوا هو أحب جامع على قلبوا وأقربن عليه..
فكان ياخدني ونروح
وأنا ماشي ورايح لهونيك ومشحوط ورا أبي اللي جاررني وراه، كنت ما عم أقدر شيل عيني عن الناس وعن البضائع والسمك اللي فاتح تمو وقاعد فوق بعضوا وكلو تلج... وشي عن راس خاروف مفتوح هيك وبتموا جرزة بقدونس أو رقبة جمل وبتمو خسة... ما كنت أعرف ليش بتمو دائماً في حشيش... وعاليمين أهرامات معمولة من البندورة الحمرا أو البتنجان الأسود أو التفاح... والذي منو.
النسوان المطخية مشان تنقي ملابس داخلية رجالية... أو ولادية... والأرض مفروشة ورق خس وطين.... بسطات الكتب والصور والآيات المبروظة... وبياع التهريب اللي قاعد بتم المدرسة الجركسية ومخبي بضاعتو جوا بخزانة الصرامي...
ايه ونحنا ماشيين بين الحارات كنا هونيك عم نسمع الحضرات والتدكير وهون فرقة عم تتدرب على أغاني مولد النبي:
(الجوقة تنقسم قسمين..قسم يغني طلع البدر علينا...من ثنيات الوداع..
الجوقة2: عليه الصلاة والسلام
عليه الصلاة والسلام...صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم)
كنت أسمع المنشدين كل عشرة مع بعض، عم يأذنوا أو يدكروا وكنت أتدايق كتير...لأنو أنا بعرف أنو صبح ابن أبو صبح معهن وصوتو والله يجيرنا! من أنكر الأصوات...بس بيمرق بالعجقة...وأنا أكره شي علي العجقة اللي بتضيع كل شي وكل طعمة، لأنو أنا روح قلبي أسمع مأدن واحد عم يجّود لحالوا ويفرّد ويتلوى على طرب صوتوا. فكنت أمشي وغني لحالي... أو أدن لوحدي وأنا مسلطن على صوتي....منشان بّعد صورة صبح عني قد ما بقدر.
عابد: (يؤذن قليلاً) الله أكبر الله أكبر...أشهد أن لا إله إلا الله.