قراءة كتاب العلامة الشيخ صادق حبنكة الميداني - حياته , علمه , شعره -

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
العلامة الشيخ صادق حبنكة الميداني - حياته , علمه , شعره -

العلامة الشيخ صادق حبنكة الميداني - حياته , علمه , شعره -

كتاب " العلامة الشيخ صادق حبنكة الميداني - حياته , علمه , شعره - " ، تأليف د.أحمد محمد سعيد السعدي  ، والذي صدر عن 

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 10

فضل العلامة الشـيخ حسن حبنّكة على أخيه الشـيخ صادق تغمَّدهما الله برحمته:
إذا كان الله قد اختصَّ أهل الشَّام بمحدِّثها فضيلة الشـيخ بدر الدّين، فإنّ الشـيخ حسن قد جمع الفضل من نواحيه حيث درس على الشـيخ بدر الدّين بعد أن درس على تلامذته، كما درس على علماء آخرين معروفين بالحفظ والإتقان والفهم والتدقيق كالشـيخ عطا الكسم والشـيخ أحمد العطار والشـيخ عبد القادر الإسكندراني وغيرهم من كبار علماء عصـره. ثمَّ توجَّه إلى جامع منجك في وسط حيِّ الميدان لينشـر من هناك العلم إلى كلِّ أصقاع الدُّنيا.
ولد الشـيخ حسن صنو شـيخنا في دمشق سنة 1326هـ ، وكان متوقِّد الذكاء طموحاً محبَّاً للعلم والفضيلة والمجد، فتعلَّم في الكُّتَّاب القراءة والكتابة والقرآن، ودرس على الشـيخ طالب هيكل ولازمه حيناً، ثمَّ درس على الشـيخ عبد القادر الأشهب¬¬¬¬ قبل أن يدرس على شـيخه الشـيخ محمود العطَّار رحمهم الله جميعاً، وقد مال الشـيخ حسن رحمه الله مطلع حياته لحلقات الذّكر وأخذ الطريقة، ثمَّ تولَّى شطر العلم وترك ذاك الاتجاه كما حدّثني شـيخنا مراراً عنه، غير أنَّه بقي مجلَّاً لشـيوخه في الطريقة إلى آخر حياته.
وقد أقام الشـيخ حسن رحمه الله نهضةً كبيرةً في حيِّ الميدان، قادها طلَّابه في جامع منجك، وكان على رأسهم ثلَّةٌ من كبار علماء دمشق الذين انقطعوا إلى الشـيخ وأفنوا حياتهم في العلم، ومنهم فضيلة الشـيخ صادق حبنَّكة وإخوانه كالشـيخ خيرو ياسـين والشـيخ حسـين خطَّاب شـيخ قرَّاء الشَّام، والشـيخ نعيم شقير، وغيرهم كثير.
وقد بدأ الشـيخ صادق تحصيله العلمي منذ نعومة أظفاره على أخيه. وكان أخوه يحبُّه ويجلُّه لما امتاز به شـيخنا من هدوء وحلم وذكاء ونباهة وعلمٍ وأدب، وهي خصال قلَّ أن تجتمع في رجلٍ واحدٍ. وعلى الرُّغم من أنَّ شـيخنا ـ رحمه الله ـ قد حضـر بعض مجالس العلم عند بعض علماء عصـره  ، كما درس في بعض المدارس الشـرعيَّة، إلا أنَّه كان يكرِّر كثيراً: كان شـيخي الوحيد الذي انقطعت إليه هو أخي، وكان أخي قد درس على شـيوخ كثُر، غير أنَّني ارتضيته شـيخاً ومربياً وأستاذاً وموجِّهاً طيلة حياتي.
وهكذا كان للشـيخ حسن رحمه الله الفضل الأكبر في صنع علم شـيخنا، وقد كان رحمه الله يحضـر كلَّ دروسه خاصّة وعامَّة، ويكون دائماً في خدمة الطلاب وضيافتهم كما أخبرني مراراً بذلك .
يقول الشـيخ عبد الرحمن حبنكة النجل الأكبر للشـيخ حسن رحمهما الله:
( كان عمِّي الشـيخ صادق حبنّكة الشهير بالميداني شقيقُ أبي، هو النَّواةَ الأولى في مؤسسته بجامع منجك، فنال بذلك أكبر نصيب من المصاحبة والمشاركة في العمل، مع برٍّ به، وإخلاص، وصبرٍ وجَلَد، وحكمةٍ ورشد، وحُسنِ رأيٍ وتدبير، وقوة دفاع، وقدرة على الصمود والصمت، وتضحيةٍ وسهرٍ وخدمةٍ للشـيخ، وخدمةٍ منقطعة النظير لطلاب معهده الذي كان مديره المباشـر فيما بعد.....، وصار عضد أبي الأيمن في كلِّ مشاريعه ومؤسساته وأعمالهِ ونشاطاتهِ الاجتماعيَّة، ونصيره في كلِّ شؤونه )  .

الصفحات