أنت هنا

قراءة كتاب الساعد الغربي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الساعد الغربي

الساعد الغربي

أية لحظة.. مباغتة، ستفاجئنا بالحنين ونحن نتشكل بعد، أية مدارات ستنجرف أحلامنا ونحن نتهاوى على قباب الروح والجسد.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 2
الموت، بطريقة متسلسلة وبطيئة.
 
ولنقل هذه المرة.. إنها مختلفة!.
 
قلت لك يا سارة آلاف المرات يجب أن ننحرف عن وهمنا، عن خط سيرنا، حتى يتسنى لنا أن نعيش بسلام، بأقل أذى وإيلام ممكن، لأنه لابد بعد ذلك أن نشيخ ويصبح من الصعب تغيير شيء.
 
بقيت سارة متحفظة تجاه كل ردود أفعالي وخاصة فيما يتعلق بالجانب الفلسفي من الحياة، وخدعة الثقافة والعولمة ووهم العلوم والإنسانية.
 
وكنت فيما بعد، أتوقع أن الأمر سيتحول بالتدريج ليأخذ شكل عادة غير محببة، إلا َّ أنني بقيت مدهوشاً وبشكل دائم أمام تلك الحالة العصية على الفهم أو الاعتياد.. ومرَّ زمن، كان خلاله كل شيء يفنى وكل شيء يغيب.
 
تركتني وتصوراتي على حافة الجنون وقالت:
 
«... عابرون، نمتطي صهوة اللحظة لاقتناص تفاصيل الرغبة الملوثة بالطاعة والانمحاء».
 
- قالت عبارتها وخرجت
 
ومن يومها، أطالع ما تبقى من الخراب، أقرأ أيام الصمت والانمحاء التي عاودت تولد من جديد مع المطر.
 
... وحيداً حبا تحت مطرها ليلاً... حتى لا تأسره الرحابة وبلادة الحياة فيها، هبط... تحت، قريباً عند سراب الكلمات، ومراتع الفصام، وراح يهيل الشتائم والسباب على الحياة وأمريكا والعالم.
 
لم تأسره الرحابة التي سعى إليها، وأولجته خارج الكهف.. كان لم يزل لصيقاً بهفهفاتٍ غامضة راح من خلالها يصيخ السمع لتكتكاتها الوهمية والمريعة. عبر الأسلاك الوعرة داهمه (وادي الرقاد)، التوى معه ضمن تعرجات غارقة في العمق، أطفال يمرحون، مساكب قمح، حنين إلى مصاطب الضياع، غيظه الذي انفجر، انشرح رويداً للفجر والسفح الأخضر.
 
ظلَّ ينهبه المشهد..
 
نفس الطراوة الفجرية بحافاتها الضبابية، التي بدت دائماً كما لو أنها أغلالٌ في عينيه، وهو لا يستطيع غير أن يستسلم لهواها وفتوتها. ظلَّ أميناً، وكثيراً ما كان يتسلى بأحزانه، نفس السذاجة والطهر والحب. نفس الشعاعات المرتدة.. نفس الظلال، الأروقة الصخرية، والبرودة الراشحة في العمق.
 
أيامه الأولى...

الصفحات