أية لحظة.. مباغتة، ستفاجئنا بالحنين ونحن نتشكل بعد، أية مدارات ستنجرف أحلامنا ونحن نتهاوى على قباب الروح والجسد.
أنت هنا
قراءة كتاب الساعد الغربي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 4
بداية الصيف..
بداية العلاقة
-1-
آه يا نادر!
كيف تورطنا إذن بفك هذا الانغلاق الذي لا يفك، ثم إني كثيراً ما أستعيد تلك اللحظة الأولى، حين كان بمقدورك العجيب أن تطل عليَّ، على نحو عابر ومازح، لتعلن صداقتنا بكلمات قليلة لم أعد أتبينها الآن..
أحياناً أقول: كان يعني المطر الذي انهمر ذلك الصباح.. أو عن ذلك الرجل الذي هادنني وانسحب، يجر خلفه أحلامٍ وذكرياتٍ، على قميصه تعربش وشوشات وعطور نساء وآهات، وهو ينحني بعيداً، بقيت كلماته ترسم ذلك الحبور والدهشة والسؤال، أجوبته المختصرة، ضحكته الرائجة فوق، هناك حيث تهدأ ثم تهطل، ثم تمطر على يباس، فتضحي لهيباً لاصفرار يباسها بعد ربيع عاشه واستنشق هواه..
هادنني وانسحب، واتفقنا على نذالته أو كبريائِه. أحياناً أستعيد حركات مربكة مستعيناً بحدس مسبق عن هذا الشاب الذي وقف في عرض الشارع، في مكان غير مكانه وزمن غير زمنه.. لكنك جئت لتعلن، أنك متورط أيضاً بهذه الأشياء العصية.. والملوعة والمريبة.
بيدَ أن الزمن وحده كان مختلفاً، وهنا كانت المشكلة.
... اعتقدت أن الكنوز تنام دخيلتي... أنا الرجل المجرّب الهارب على قمم الجبال، النائم على الصخور وفي بطن الوديان.
كنت تقف، وكان الحزن والقلق يتقافز في عينيك وهما تبرقان بالشموس والأمل، كنتَ على الرصيف المقابل... وربما على مدخل الكاريدور الطويل الذي يصل إلى المطبعة التي كنت تعمل بها.
ماذا قلت لنفسك يومها..؟!