أنت هنا

قراءة كتاب بائع التماثيل

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
بائع التماثيل

بائع التماثيل

كتاب "بائع التماثيل" للكاتب والفنان التشكيلي السوري فاتح المدرس، يحوي مجموعة قصص، نقرأ من قصة "بائع التماثيل" التي حمل الكتاب عنوانها: ""كور تسفاتس بوكريا أخشيكمه" بهذا كان ينادي لبيع تماثيله الملونة الصغيرة؛ فالبارون أرتين عجوز أرمني فقد كل شيء خلال هجرته

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 10
ـ "يمكن يكون نايم عند الشيخ".
 
قالت ذلك بسرها واتجهت إلى المزار وعندما اقتربت منه طار سرب من الغربان كان ينتظر أولى شعاعات النهار بفارغ الصبر وغابت العجوز بين الطلل تنادي:
 
ـ"يول يا عوج.. يا عوج.. يا بني يا خيرو, أنا أمك رد عليّ..
 
وعندما خرجت من الجدار الشرقي لم يحرك ولي "الله" (صدقة) ساكناً, لقد كان ميتاً منذ أكثر من مائة عام, وخطر للعجوز أن تعود لتقرأ له الفاتحة, فعادت وعندما وضعت يدها على منديل الشيخ المتكور تحت خشبة القبر المتآكلة وكانت الأمطار والرياح والثعالب قد تعاونت على تمزيق لفّة الولي (صدقة) فمدت العجوز يدها إلى صدرها وسحبت صرة أفرغت ما حوته من خبزات في عبها ثم ربطت دمباكية الولي بالمنديل وقرأت الفاتحة باللهجة التركمانية حتى إذا بلغت إلى مالك يوم الدين قالت: مليك يوما لدين وتصورت ولي الله صدقة يقف أمام العرش الرباني وفي يده منديلها الأحمر يقول للعلي الأعلى أن أم خيرو العوج أشفقت عليه وعلى سمعته في الدنيا الأولى ثم يلتفت إليها باسماً ويريها عينه الواحدة التي في قرص رأسه ويغيب.
 
وهنا عادت إلى واقعها فخرجت من الزيارة مشفقة أن ينكمش الخبز في صدرها البارد فلا يستطيع ابنها المجنون أن يأكله فيما لو عثرت عليه في برية الله بعون وليه الشيخ.
 
جلست العجوز على صخرة, وتوجهت بخديها الجعدين إلى الشرق, ترقب طلائع الأنوار تهب في رحاب السهول ترسم أقواساً للحظات, ثم تمتد مبتعدة فتمس هامات الجبال البعيدة المتكللة بالثلج وبدأ الخبز في صدرها يجف فتذكرت المنديل على دمباكية الشيخ وخالجها خيط رقيق من الندم البشري الأصيل فابنها العوج لن يستطيع بالتأكيد بلع هذا العظم المشوي.
 
"سأدفنكم أحياء"..

الصفحات