كتاب " العالم رحلة " ، تأليف عبدالله مناع ، والذي صدر عن
أنت هنا
قراءة كتاب العالم رحلة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
من "استانبول".. إلى "أنقــــرة"..؟
لتركيا سلام جمهوري.. ونشيد وطني لا أدري إن كان ينشد في صحبة السلام الجمهوري أم لا.. ولكن طوله رغم جمال كلماته وجلال معانيها يوحي باستحالة إنشاده في صحبة السلام الجمهوري، وقد كتبه شاعر تركي كبير.. هو الشاعر: محمد عاكف أرصوي.. من عشرة مقاطع، ونقله إلى العربية شاعر عراقي.. هو الشاعر محمود الدغيم.. يقول المقطع الأول من النشيد:
لا تخف فالراية الحمرا
سوف تبقى طالما
نجمة الشعب ستبقى
ابتسم لي يا هلالي
رمز في علاك
توقدت نار في ذراك
تتلألأ في سماك
وخذ الروح فداك
ويقول ما قبل آخره:
أسمع التكبير دوماً
وهو أس الدين يد
سوف يبقى ما بقينا
يفتدى بالدم بالأر
إن فيه أملي
عو من قديم الازل
دون أدنى وجل
واح بل بالمقل
ويقول آخره:
خذ دمائي بل لوائي
سوف تبقى ما بقينا
إن الاستقلال يبنى
سوف يبقى ما بقينا
فلك الدمّ حلال
رمز مجد يا هلال
فوق هامات الرجال
ومعبودنا ذا الجلال
لم يقدَّر لي الاطلاع على هذا "النشيد" إلا في صحيفة "الميثاق" التي قدمها لي مدير مكتبة السليمانية – على ما أذكر – ولم أفتح تلك الصحيفة – وهي شهرية حديثة الصدور.. لغتها العربية – إلا بعد أن أخذت مقعدي في الطائرة التركية المتجهة إلى أنقرة.. مودِّعاً "استانبول" وآثارها وقصورها وبوسفورها وأيامها السياحية المَرِحة الدافئة. لقد أحسست بأن قراءة "النشيد الوطني" – في تلك اللحظات – هي مقدمة طبيعية جادت بها الصدفة قبل الوصول إلى "أنقرة" عاصمة الجمهورية التركية.. حيث البرلمان والحكومة والسفارات الأجنبية.. و"الياقات المنشّاة" والمسرح القومي ودار الأوبرا والأوركسترا السيمفوني والكثير من بقايا وذكريات "أتاتورك": مقبرته التي تضم رفاته وتحتل تلاً من تلال أنقرة السبعة ويؤمها كثير من الزوار صباح مساء.. ومزرعة تحمل اسمه خارج أسوار المدينة.. وشارع يحمل اسمه هو أهم شوارع أنقرة وافخمها.
تقع "أنقرة" على هضبة الأناضول بارتفاع تسعمائة قدم فوق سطح البحر.. ولذلك فهي شديدة البرودة شتاء، شديدة الحرارة صيفاً، وأفضل أيامها الربيع والخريف، وهي بموقعها تتوسَّط السبع والستين مقاطعة التي تتشكل منها الجمهورية التركية.. ولقد جعل منها مصطفى كمال أتاتورك عاصمة لتركيا في الثالث عشر من ديسمبر عام 1923م بعد نجاحه في إنقاذ معظم الأجزاء التركية من دولة الخلافة العثمانية التي انهارت في أعقاب الحرب العالمية الأولى والثورة العربية.. وإعلانه الجمهورية، ربما لتوسّطها – كما سبق أن قلت – وربما تقديراً وإكباراً لها لأنها احتضنته واحتضنت انطلاقاته الأولى.