كتاب " شخصي جداً - الجنس في حياتنا " ، تأليف د.
أنت هنا
قراءة كتاب شخصي جداً - الجنس في حياتنا
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
لعلَّ جاهين في هذه العبارة الأخيرة لا يصفُ الأطفال الرُّضَّع فحسب؛ بل يصف أيضًا الرُّضَّع وجدانيًّا الذين، وبالرُّغم من قدرتهم على الكلام، فإنَّهم لا يستطيعون التعبير عن مشاعرهم بكلمات. وحيث إنَّ التعبير عنِ المشاعر بالكلام يخفِّف من وطأة المشاعر الباعثة على الضيق، فإنَّ الرضيع وجدانيًّا عادةً ما يلجأ إلى موادَّ أو سلوكيَّاتٍ مختلفة يهدِّئ بها من مشاعره. فإذا شعر بالحزن أوِ الوَحدة أوِ الضجر أوِ الغضب، فإنَّه يلجأ إلى إشعال سيجارة أو شُرْب كأس خمرٍ أو ربَّما يلجأ إلى الأكل أو ممارسة الجنس ليهدِّئ من مشاعره المضطربة تلك.
والحقيقة هي أنَّنا بسبب أساليب التربية التي لم تساعدنا على النضج الوجدانيّ، فإنَّنا لا نزال رُضَّعًا وجدانيًّا بالرُّغم من بلوغنا سنَّ النضج الجنسيِّ والعقليّ. ويقيم عددٌ من الشباب الأكثر جرأةً علاقاتٍ هدفها الوحيد هو الجنس سواءٌ أَمعلنةٌ تلك العلاقات بوضوح أم أنَّها مستترةٌ تحت ستار العلاقات العاطفيَّة والرومانسيَّة. ويلجأ شبابٌ آخرون أقلُّ مهارةً في التعامل مع الفتيات إلى الجنس التجاريِّ (الدعارة)، فيما يلجأ الشباب الأقلُّ جرأةً على الإطلاق إلى الجنس الذاتيِّ (العادة السرِّيَّة) باستخدام الصور والمواقع الإباحيَّة. وإنْ تزوَّج الشابُّ وهو في هذه المرحلة، فإنَّه غالبًا ما يستمرُّ في النظر إلى الجنس ضمن العلاقة الزوجيَّة بوصفه مجرَّد إشباعٍ لِلَذَّته فيوقظ زوجته في منتصف الليل من أجل ممارسة الجنس بلا مقدِّماتٍ ولا مراعاةٍ لمشاعرها، ودون بَذْل أدنى مجهودٍ لتستمتع هي أيضًا بالعمليَّة الجنسيَّة. وبعد أن يُشبع لذَّته، يرتدي ملابسه ويدير وجهه ليغطَّ في نومٍ عميق.
إنَّ هذا سببٌ من أسباب انتشار العنف الجنسيِّ بين المتزوِّجين. فكما أنَّ الطفل الرضيع يصرخ ويرفس برجلَيه عندما يكون جائعًا إذا لم يُشبَع جوعه بسرعة، فإنَّ الزوج ‘‘الرضيع وجدانيًّا’’ سيفعل الأمر ذاته، لكن بطريقة رجلٍ في الثلاثين أوِ الأربعين أوِ الخمسين من العمر.
وردتْ في مقال صحيفة ‘‘المصري اليوم’’، الذي سبق أن أشرتُ إليه، بعض القصص الواقعيَّة التي تعكس الممارسات الجنسيَّة التي يمارسها رجالٌ رُضَّع وجدانيًّا. قالت س.م، وهي أمٌّ لثلاثة أطفال، إنَّها تتعرَّض لاغتصابٍ يوميٍّ من زوجها حتَّى إنَّه أحيانًا يرفض صيامها النوافل[14] لأنَّه يريد معاشرتها. وقد ذكرت أنَّها متزوِّجةٌ منذ ٨ سنوات، ولم تشعر يومًا بسعادةٍ فى العلاقة الحميمة؛ لأنَّ زوجها لا يختار الوقت المناسب الذي يعاشرها فيه، ولا يراعي رغبتها أو حالتها النفسيَّة أو طاقتها التي ضاعت طوال اليوم فى البيت وتربية الأبناء. ووصفت م.ن العلاقة الحميمة بين الزوجين بأنَّها أشْبَهُ ما تكون بحلبةِ المصارعة التي يحاول فيها الرجل إظهار قدرته على التحكُّم في زوجته والانتصارِ عليها. وقد أشارت إلى أنَّ المرأة لا تستطيع أن ترفض طلب المعاشرة؛ لأنَّ السيِّدة التي ترفض تلبية رغبة زوجها تظلُّ الملائكة تلعنها طِوال الليل- على حدِّ تعبيرها. وثَمَّة الكثير من القصص المشابهة.