You are here

قراءة كتاب مكانة النساء في العقائد اليهمسلامية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
مكانة النساء في العقائد اليَهَمَسلامية

مكانة النساء في العقائد اليهمسلامية

هذه الدراسة عبارة عن دراسة تأصيلية لمكانة النساء في العقائد اليهمسلامية. حيث اعتمدت على "التناخ" والعهد الجديد والقرآن، ثم على الآداب الكلاسيكية الأخرى، التي من شأنها أن توضح ما بَهُم في المصادر الأولية. ولن نعتمد إلا بالقليل على المراجع المعاصرة.

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 2
تتوزع هذه الدراسة على خمسة فصول:
 
1- اليهودية: صوت واحد فقط- نشرح فيه عن تحميل (حوه) مسؤولية تحريض وإغواء (ءدم) والتمرد على إرادة (يهوه ءلوهيم) العليا، والأكل من شجرة الوعي. وبسبب "إغواء" المرأة للرجل تم تحميلها بالكامل مسؤولية استدخال الخطيئة الأولى إلى الجنس الإنساني. أي أن اليهودية أورثت جميع النساء مسؤولية "خطيئة" جدهن، وأورثت جميع الرجال شرعية عقابهن دون تحديد جدول زمني لنفاذ هذا العقاب.
 
2- المسيحية: صوتان مركزيان ومكانة خاصة لمريم العذراء – رغم أن المسيحية انبثقت من رحم اليهودية، سواء كانت تكملها أو تناقضها في جوهر عقائدها وشرائعها، فإن المسيحية، كما تظهر في العهد الجديد، تأتلف وتختلف بعض الشيء مع عقائد وشرائعها اليهودية. وسنقوم بشرح انقسام العهد الجديد على نفسه في رأيين/ صوتين، لتحديد مكانة المرأة والنساء في العقيدة؛ الصوت الأول هو صوت يسوع المسيح، مؤسس المسيحية الذي لم يتمكن من بلورة أسسها بنفسه ومنهجه، لأنه أُبعد عن ميدان الأحداث بصلبه، بتحريض من اليهود وتنفيذ سلطات الاحتلال الروماني؛ فيسوع لم يلق على (حوه/ النساء) مسؤولية الخطيئة الأولى، وبذلك يكون قد برأها منها. وبولس اليهودي الأصل والمعتقد، يواصل إلقاء مسؤولية الخطيئة الأولى عليها/ عليهن. وكذلك سنعرض لموقف المسيحية من والدة يسوع المسيح، وهو صوت يخصّ مريم دون سواها من النساء. والصوت بالنسبة إلينا في هذا المقام، هو المكانة أيضا. وكذلك سوف نشرح أهميّة وجود أربع نساء "خاطئات أو عليهن اللوم" في نسب يسوع المسيح "الملوكي".
 
3- الإسلام: صوت واحد، ومكانة خاصة لمريم العذراء- إن نشأة الإسلام في السياق التاريخي بعد اليهودية والمسيحية، قد أتاح له إمكانية المواجهة معهما. ومن المعروف أن الإسلام أجرى مواجهات مع الأديان والمنظومات المعرفية التي سبقته؛ تارة كان يجريها بصمت كعادة القرآن في عدم الإفصاح عن كل شيء، وتارة علانية عندما تستدعي الأمور ذلك. فالقرآن لم يعتمد الإسهاب والإطناب في كل قضيّة، بل بتحديد محدداتها ووضع خطوطها العامة فقط، وقد تكفل الأثر والتفاسير بإيضاح غير الواضح فيه. وفي هذا السياق يجري القرآن مواجهة صامتة؛ إلا أن بحثنا سيقوم باستنطاق هذا الصمت خلال المقارنات التي سيقوم بها. سنشرح في هذا الفصل مساواة القرآن/ الإسلام، بين النساء والرجال في العقيدة. أي أنه قام بتبرئة المرأة/ النساء من هذه المسؤولية، مسؤولية الخطيئة الأولى. وكذلك سنعرض موقف القرآن من مريم العذراء، والدة عيسى المسيح. وهو موقف وصوت يخصّ مريم دون سواها من النساء.
 
قد يتساءل البعض: لماذا يشمل بحثنا الحديث عن مكانة مريم العذراء!؟ ونجيب إن اشتمال بحثنا على مكانة مريم العذراء، هو للتأكيد على أن مكانتها- رغم أنها امرأة- أرفع من مكانة الرجال في الإيمان والتعبد والتقرب إلى الله. وموقف العهد الجديد منها، هو الذي منح النساء الحقّ في أن يصبحن قديسات، بالرغم من مسؤوليتهن عن الخطيئة الأولى كما هي الحال عند بولس.. وهو أيضا سمح للمسلمين الشيعة بأن يصفوا فاطمة الزهراء بـ"البتول"، أي المنقطعة إلى العبادة، وتحديد مكانتها الأرقى بين نساء المسلمين، علما أنها لم تذكر في النصّ القرآني.
 
4- موقف ثلاثة مفكرين- ونعرض في هذا الفصل لمواقف ثلاثة من أبرز المفكرين من أتباع هذه الأديان، من النساء ومكانتهن في الواقع المُعاش/ الحياة الاجتماعية. وهم: أبو الوليد بن رشد (1126- 1198)، وموسى بن ميمون (1138- 1204) وتوماس الأكويني (1225- 1274). ولم يكن اختيارنا للثلاثة المذكورين اختيارا اعتباطيا أو رغبويًا دون سياق منطقي. فالمنشغلون بالدراسات الدينية والثقافية المقارنة يعتبرونهم أهم مجددين في أديانهم وثقافتهم في العصر الوسيط. ونادرا ما نجد دراسة أو بحثا عن واحد دون الآخرَيْن. الأمر الذي يتيح للدارسين إلقاء نظرة موضوعية على أفكار تلك الحقبة، ومدى التعمق والتجديد الذي حققه كل واحد منهم في دينه.
 
5- تطبيقات في الشريعة- وفي هذا الفصل سنعرض خمسة أمثلة تدل على مدى تأثير العقيدة على مكانة النساء في الشريعة (الواقع المُعاش). والأمثلة هي: الأول- تقلد النساء المناصب العامة. والثاني- شهادة النساء في المحاكم. والثالث- الميراث والحرمان منه. والرابع- حقّ الرجل في بيع ابنته. والخامس- النساء والمتعة الجنسية. فهذه الأمثلة تدمج لنا الخاص والعام في حياة النساء، وفيها نقرأ مدى تأثير العقيدة على تحديد مكانتهن في الحياة العامة، الواقع المُعاش. وهذه التطبيقات المقارنة ستتيح معرفة تأثير العقيدة على الشريعة؛ كما يتيح لنا فهمًا جديدًا للعقيدة في مستواها العملي.
 
خاتمة ونقاش: سنعرض هناك النتائج التي توصلنا إليها، ألا وهي الفروق الجوهرية في موقف العقديتين اليهودية والمسيحية، مقارنة بموقف العقيدة الإسلامية، من مكانة النساء، ليس في العقيدة فقط، بل في الواقع المُعاش/ الحياة الاجتماعية. وكذلك أهميتها عندما يجري الحديث عن مكانة النساء في الأديان.
 
في العادة تُخصص الخاتمة للحديث عن أهم ما ورد في البحث. إلا أني أضفت إليها: النقاش، وذلك لمناقشة بعض الأفكار الواردة فيها والتي من شأنها أن تدفع قُدمًا نضال النساء والمجتمع أيضا. وفي النقاش نستنطق الفقهاء والمفكرين المتنورين في الفكر المسيحي والإسلامي، خاصة يسوع المسيح وأبو الوليد بن رشد.
 
وفيما يخص المصادر والمراجع عن الديانة اليهودية، فقد اقتبستها بلغتها الأصلية، العبرية "التناخية" والآرامية. أي أني استخدمت النصّ الأصلي "للـ"تناخ"، إلا أني وعندما كنت مضطرا إلى إيراده هنا باللغة العربية، اتكأت على الترجمات العربية له، ثم راجعتها لكي تتطابق مع النص الأصلي في العبرية "التناخية"، وقمت أيضا بترجمة بعض الأعداد/ الآيات ترجمة جديدة وفق معرفتي باللغتين العبرية "التناخية" والعربية وخبايا النصّ. لذا، قد يجد القراء المطلعون على الترجمة العربية له بعض الفروق بين ما يرد في الترجمات العربية وترجمتي . وكذلك قمت بترجمة بعض الاقتباسات الآرامية من التلمودين "الـ"بابلي" والـ"يروشلمي" إلى اللغة العربية خصيصا لهذا البحث، حيث لم أجد ذكرا للاقتباسات التي أوردها هنا في أي مرجع بالعربية.

Pages