كتاب "الأعمال القصصية الكاملة- المجلد الأول" يحوي القصص القصيرة، للكاتب المبدع والمناضل الفلسطيني محمود شقير، حيث يعتبر مالكاتب من كُتاب القصة القصيرة المتميزين كما وصفه القائد الفلسطيني الراحل توفيق زيّاد، أن قصص محمود شقير تمتاز عموماً بحب الناس، وبروح ال
You are here
قراءة كتاب الأعمال القصصية الكاملة- المجلد الأول
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 1
1
خُبز الآخرين
مقدمة
بقلم: توفيق زياد
الكاتب الفلسطيني محمود شقير، هو أحد كتاب القصة القصيرة المعروفين. بدأ نشر إنتاجه في الصحف والمجلات وإحدى قصصه القصيرة «خبز الآخرين» – التي أخذت هذه المجموعة القصصية اسمها منها،كانت قد نالت في حينه جائزة وزارة الاعلام الأردنية.
ولد محمود شقير في منطقة جبل المكبر بالقدس، عام 1941 من عائلة كادحة، وتلقى علومه في العاصمة الفلسطينية. ثم انتسب إلى الجامعة السورية فحصل على ليسانس في الفلسفة. وهو مرب معروف ثقف أجيالاً كاملة من طلابه على حب الأرض والوطن والشعب، وغرس في نفوسهم الشوق إلى الحرية وحب الكفاح في سبيل مستقبل أفضل.
ومحمود شقير، قبل ذلك كله، شخصية اجتماعية وسياسية معروفة، وصاحب موقف فكري ثوري واضح، نذر نفسه لأجل قضية تحرر شعبه من نير الاحتلال، ومن حكم الاستعمار وأجرائه التعسين، وللقضاء على مجتمع العبودية الطبقية وبناء مستقبل شعبه ومستقبل الإنسانية، وموقفه الفكري هذا هو مضمون حياته ونشاطه.
وقد جمع محمود شقير بين هذا الموقف الفكري الثوري الواضح وبين الكفاح الشخصي لتحقيقه، فرمى بنفسه منذ أن فتح عينيه على الحياة، في معمعان الكفاح الثوري في صفوف شعبه العربي الفلسطيني الطامح إلى استعادة حقه في وطنه وعودة لاجئيه وإقامة دولته المستقلة، كشرط لا بد منه لتحقيق السلام العادل والثابت في منطقتنا.
بعد الاحتلال الإسرائيلي سنة 1967 أصبحت قضية الكفاح ضد المحتلين، وتطهير أرضه من دنس الاحتلال وجرائمه قضيته الشخصية المركزية، فنذر نفسه لها، ودفع بشرف واعتزاز ثمن ذلك.
اضطهد ولوحق واعتقل أكثر من مرة. لقاؤه الأول مع زنازين الاحتلال كان في 28/7/1969 عندما فصل من عمله كمدرس واعتقل بموجب أمر إداري حيث تعرض لأبشع أنواع التعذيب. واضطرت سلطات الاحتلال إلى إطلاق سراحه بعد حوالي السنة بتاريخ 26/5/1970، أما آخر لقاء له فكان عندما اختطف من زوجته وأطفاله واعتقل، إدارياً أيضاً، في 19 نيسان 1974 مع العشرات من رفاقه، بهدف كسر عنفوان الشعب الفلسطيني الذي يرفض الانحناء أمام سطوة المحتلين وقمعهم. ومثل رفاقه، الذين ما زال القسم الأكبر منهم يقبع في السجن حتى اليوم دون أية محاكمة أو تهمة، لاقى على أيدي سجانيه مختلف صنوف التعذيب والإهانة، فلم يزده العنف إلا عنفواناً. وخلال وجوده في السجن رزق بطفلة.
وبعد أكثر من سنة قضاها في الزنازين والسجون، قامت سلطات الاحتلال بإبعاده، مع عدد من رفاقه خارج حدود وطنهم. وهو اليوم يواصل طريقه، في منفاه الاضطراري في لبنان، في الصحافة والتنظيم الكفاحي في خدمة شعبه وقضيته.
إن مجموعة «خبز الآخرين» التي بين أيديكم، هي الأولى التي تنشر في كتاب وهي تضم جزءاً فحسب من قصصه.