كتاب "أساسيات الجغرافيا الطبيعية"، الجغرافيا بمفهومها الحديث هي العلم الذي يبني علاقة البيئة بالإنسان من خلال التفاعل والتأثير بين ضوابط البيئة الطبيعية والعوامل البشرية، فلعلم الجغرافيا: جانب طبيعي، وجانب بشري.
قراءة كتاب أساسيات الجغرافيا الطبيعية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 5
المبحث الثاني : أصل الأرض ونشأتها
لقد اختلف العلماء والمفكرون في الوصول إلى أسلم الطرق وأصحها لإعطاء التفسير العلمي والمنطقي لتاريخ نشوء الكون، وعد الخوض في مثل هذه الأمور من أعقد المواضيع وأصعبها. وعلى الرغم من التقدم العلمي والتقني الحديث، وكثرة ما طرح للكتابة في هذه المواضيع خلال القرون الثلاثة الأخيرة ولحد يومنا الحاضر فلا زالت وسوف تبقى دائماً بعض الأمور التي لم يستطع العلماء إيجاد التفسير الصحيح لها، خاصة فيما يتعلق بتاريخ وكيفية نشأة الأرض، وكان هناك الكثير من الآراء والنظريات التي حاولت الوصول إلى تفسير علمي معقول ومقبول لكيفية نشوء نظام الشمس بصورة عامة، وكوكب الأرض بشكل خاص، وعلى الرغم من أن بعض هذه النظريات قد اعتمدت على بعض الحقائق العلمية، إلا أن كل النظريات قد عجزت عن إعطاء التفسير النهائي والمقنع لكافة المظاهر الموجودة حالياً، والتي سبق وجودها على سطح كوكبنا الأرض، وكيفية تكونها خلال الآلاف والملايين السنين الماضية. ونحن سوف نبقى بانتظار ما ستسفر عنه نتائج البحوث الحديثة التي تستعمل أحدث ما توصل إليه العقل البشري، من تقنيات الحاسوب الآلي، والأقمار الصناعية التي تجوب الفضاء، وتحاول تفسير خفاياه، وكذلك التقاط الصور الفضائية من الارتفاعات المختلفة لمعرفة أسرار كوكبنا الذي نعيش عليه.
وفيما يأتي ندرج ملخص مضمون أهم النظريات وأشهرها، الخاصة بنشأة الأرض.
نظريات نشأة الأرض:
1.نظرية الفيلسوف الألماني إمانويل كانت (Imaneuel Kant):
تعد نظرية إمانويل كانت من أقدم النظريات، حيث ظهرت للوجود عام (1755)، وكانت تبحث في نشأة المجموعة الشمسية وتأثير الجاذبية عليها، وقد يفسر هذا تأثر هذا العالم بقوانين نيوتن.
تعتمد فكرة نظرية (كانت) على أن الشمس تقع في مركز الكون (وقد أطلق عليها اسم الشمس المركزية)، وأن هذا الكون يتكون من عدد كبير من الجزيئات الصلبة والتي كانت تسبح في الفضاء في فترة سادت فيها الاضطرابات الكونية، وكانت هذه الجزيئات في حركة مستمرة ما نتج عن ذلك كثرة تصادمها وارتفاع درجة حرارتها، نتيجة الاحتكاك المستمر ببعضها، وبالنتيجة تحولت إلى كتلة ملتهبة على هيئة سحب من الغبار الكوني، ثم أخذت هذه الكتلة تنكمش ويصغر حجمها بقوة الجاذبية، وبنفس الوقت بدأت تأخذ حركة دورانية حول نفسها.
ونتيجة لاستمرار الحركة الدورانية وصغر الحجم، فإن أجزاء منها قد انفصلت بعيداً عن الكتلة الأصلية، وتوزعت حول هذه الكتلة، وبدأت بالدوران حول نفسها ما أدى إلى اندماجها وتكورها مكونة النظام الشمسي، وهذا يعني أن الكواكب والأرض عبارة عن شموس برد قسم منها (كالأرض) والقسم الآخر آخذ بالبرودة.
هذه النظرية واجهت انتقادات كبيرة من أهمها عدم تطابقها مع الواقع الذي يؤمن بالبطء الشديد في حركة دوران الشمس حول نفسها.