قراءة كتاب أساسيات الجغرافيا الطبيعية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أساسيات الجغرافيا الطبيعية

أساسيات الجغرافيا الطبيعية

كتاب "أساسيات الجغرافيا الطبيعية"، الجغرافيا بمفهومها الحديث هي العلم الذي يبني علاقة البيئة بالإنسان من خلال التفاعل والتأثير بين ضوابط البيئة الطبيعية والعوامل البشرية، فلعلم الجغرافيا: جانب طبيعي، وجانب بشري.

تقييمك:
5
Average: 5 (2 votes)
المؤلف:
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 9
يلاحظ من الجدول أن طول الأزمنة والعصور الجيولوجية يتناقص مع تقدم الزمن، وقد يكون سبب ذلك تزايد التعقيد في أوجه الحياة ومظاهرها وكذلك زيادة التطور في الحياة مما يسمح بتكوين فكرة عنها أكثر تفصيلاً، مما كانت عليه في الأزمنة والعصور الأقدم، حيث كل ما توغلنا في القدم قلت الأدلة على تطور الحياة بشكل عام. وإضافة لما تقدم فإن التطورات التي حدثت في العصور الجيولوجية الأحدث، هي التي تظهر آثارها واضحة المظاهر الحالية لسطح الأرض، وما عليه من مظاهر حيوية مختلفة، من أهمها ظهور الكائنات البشرية وتطورها.
 
إن أسماء الأزمنة والعصور الجيولوجية قد أخذت اسم المنطقة التي تواجدت فيها الصخور الممثلة بها. وقد أخذت هذه الأزمنة والعصور أسماءها في الماضي من أسماء مناطق تمت دراستها لأول مرة، حيث وجدت معظمها في بريطانيا، أما العصور التي لم تتواجد في بريطانيا فقد أخذت أسماء أماكن تواجدها، فمثلاً العصر البيرمي الذي اشتق اسمه من مقاطعة (بيرم) في روسيا الاتحادية، أما العصر الجوارسي فقد اشتق اسمه من جبال (جوار) في فرنسا.
 
تركيب الكرة الأرضية وأغفلتها:
 
أثبتت الدراسات المتعلقة بالكرة الأرضية بأنها غير كاملة الاستدارة، بل مفلطحة قليلاً عند القطبين ومنبعجة قليلاً عند خط الاستواء وبذلك فقد قدر طول قطرها بين القطبين ينقص بنحو (43) كيلو متراً على طول قطرها الاستوائي، كما أن محيطها المار بالقطبين ينقص حوالي (77) كيلو متراً عن محيطها الاستوائي، وهذه الأطوال هي:
 
- القطر الاستوائي (12.757) كيلو متر.
 
- القطر الواصل بين القطبين (12.714) كيلو متر.
 
- المحيط الاستوائي (40.077) كيلو متر.
 
- المحيط المار بالقطبين (40.000) كيلو متر.
 
إن الأغلفة الطبيعية الظاهرية للكرة الأرضية ترتبط ارتباطاً مباشراً بكل المظاهر الطبيعية والحيوية والبشرية على سطحها، ويكون هذا الارتباط بدرجات متباينة.
 
عموماً يتكون كوكب الأرض من عدة أغلفة وهي: (شكل رقم 5)
 
شكل (5) أغلفة كوكب الأرض
 
أ- الغلاف الجوي (الأتموسفير (Atmosphere:
 
يحيط بالكرة الأرضية الغلاف الجوي الأتموسفير، حيث تعتمد عليه كل أنواع الكائنات الحية في حياتها، سواء منها ما يعيش في البر والبحر أم الجو، الدقيقة منها والكبيرة سواء منها ما هو نباتي أم حيواني. وفي هذا الغلاف الغازي يوجد الأوكسجين والسحب وبخار الماء، إضافة إلى أن الرياح تنساب فيه، وتعمل على توزيع الحرارة ما بين المناطق المختلفة.
 
يتراوح سمك هذا الغلاف الغازي ما بين (200 – 300) كيلو متر ابتداءً من سطح البحر، ويتكون من عدة طبقات (سيتم ذكرها في فصل المناخ).وبصورة عامة تشكل الغازات والأبخرة النسبة الكبيرة من هذا الغلاف، حيث تصاعدت من الأرض حين نشأتها عندما كانت في حالة غير صلبة، كذلك يحتوي الغلاف الجوي على الغازات التي كانت ولا تزال تندفع من فوهات البراكين مع الحمم البركانية اضافة إلى الأتربة الدقيقة الحبيبات، وبقايا الشهب والنيازك العالقة في الهواء.
 
ب- الغلاف المائي (الهيدورسفير  Hydrosphere):
 
يشمل الغلاف المائي على كل أنواع المياه العذبة والمالحة الموجودة على سطح الأرض، مثل المحيطات، والبحار، والبحيرات، والأنهار، وكذلك يشمل المياه الموجودة داخل الأرض وفي صخورها أو في هوائها، وتبلغ نسبة مياه المحيطات والبحار حوالي (97%) من المياه في العالم، وتغطي حوالي (71%) من السطح الكلي للكرة الأرضية، أما النسبة الباقية من المياه فهي ممثلة بالأنهار والرطوبة العالقة في الجو (كما سيأتي شرح ذلك لاحقاً).
 
جـ- الغلاف الصخري (الليثوسفير Lithosphere):
 
يشمل كل النطاق الصخري من القشرة الأرضية وقيعان المحيطات والبحار وسمكه غير محدود، وقد يختلف من موقع إلى آخر، حيث يتكون هذا الغلاف من طبقتين هما:
 
1. السيال (Sial) المتكونة من السليكا والألمنيوم، ويكون سمكها حوالي (50) كم وكثافتها حوالي (2.7).
 
2. السيما  (Sima)  المتكونة من السليكا، والمغنيسوم، وسمكها يقرب من (120) كم، أما كثافتها فهي ما بين (2.9 – 3.6).
 
د. الغلاف الحيوي (البايوسفير  (Biosphere:
 
ويشمل كل أنواع الحياة في العالم سواء كان نباتي أو حيواني، مائي أو بري، ويمثل هذا الغلاف التقاء الأغلفة الثلاث السابقة حيث تعيش فيه جميع الكائنات الحية.
 
وقد أثبت الدراسات العلمية أن الأرض هي الكوكب الوحيد الذي يحتوي على الغلافين المائي والجوي، واللذين تسبباً بدورهما في تكوين ما يميزها بوجود الغلاف الحيوي الغني بأحيائه، أما الغلاف الصخري فيوجد في بعض الكواكب السيارة الأخرى لا سيماً الصغيرة والقريبة من الأرض، كعطارد، والزهرة، والمريخ، وقد تنتشر الحياة في الغلاف الصخري بشكل بسيط.
 
باطن الأرض (البارسفير  (Barysphere:
 
ويشمل باطن الأرض وما يقع تحت القشرة الأرضية، ويمكن أن يطلق على باطن الأرض اسم الباثسفير Bathysphere أو النطاق المركزي (السنتروسفير (Ceuntrosphere. إن المعلومات المتوافرة عن باطن الأرض قليلة ومبنية على الاستدلال والاستنتاج، وتقل هذه المعلومات أكثر كلما زدنا تعمقاً باتجاه باطن الأرض، معتمدة على تحليل الدراسات للموجات الزلزالية وقوانين الجاذبية والنشاطات البركانية. وهناك عدة محاولات حديثة لدراسة باطن الأرض، تعتمد على ثقب القشرة الأرضية باتجاه باطن الأرض، ولم تتوافر لحد الآن نتائج بهذه الدراسات الحديثة.
 
ومن نتائج دراسات الموجات الزلزالية والجاذبية أمكن تقدير كثافة الأرض والتي هي بحدود (5.5)، أما كثافة القشرة الأرضية فقد قدر بحوالي (2 – 3.3) وتزداد هذه الكثافة تدريجياً حتى تصل إلى (5.5) عند المانتل ((Mantel أو الستار، ثم ترتفع فجأة إلى (9.5) عند أعلى غلاف النواة ثم تتزايد بمعدل ثابت إلى أن تصل إلى (11.5) في أدنى غلاف النواة، أما عند مركز الأرض فتقدر الكثافة بين (12.5 – 18).
 
أما حرارة الأرض فإنها ترتفع بشكل عام مع العمق نحو المركز وبشكل تدريجي بمعدل (1) درجة مئوية لكل (32) متر، ويختلف هذا المعدل من جهة إلى جهة أخرى حسب نوعية الصخور وكثافتها، ودرجة توصيلها للحرارة والتفاعلات الكيماوية في باطن الأرض، وكذلك فإن تزايد العمق قد يؤدي على تزايد الضغط الواقع على مواد باطن الأرض، وهذا بالنتيجة قد يؤدي إلى ارتفاع في معدل تزايد الحرارة، إضافة إلى أن احتواء الباطن على بعض المواد ذات الإشعاعات الذرية قد تكفي لتوليد طاقة حرارية هائلة، قدرها الباحثون في مركز الأرض بحوالي (4000) درجة مئوية، وقد قدر الضغط الواقع على مركز الأرض بما يعادل ضغط الغلاف الجوي على سطح الأرض بأربعة ملايين مرة. أما بالنسبة إلى سيولة باطن الأرض وصلابتها، فإن من المعتقد أن صخور الأرض شديدة الصلابة، على الرغم من وجود بعض النطاقات المحدودة ذات المواد السائلة أو الرخوة، وكذلك اللافا البركانية التي تخرج على شكل سائل وأن السبب في اعتقاد صلابة باطن الأرض – على الرغم من الحرارة الهائلة التي تكفي لصهر جميع المعادن – هو وجودها تحت الضغط الشديد، والذي يؤدي إلى ارتفاع درجة انصهارها، وبالتالي إلى بقائها صلبة في درجات حرارة أعلى بكثير من درجات انصهار المعادن العادية. وإذا ما خف الضغط الواقع عليها لأي سبب كان (مثل انكسار الطبقات الواقعة فوقها أو ثنيها)، فإنها سرعان ما تنصهر وتندفع إلى السطح عند وجود طريق للخارج، وهذا ما يحدث للافا البركانية.

Pages