قراءة كتاب الحب والخبز

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الحب والخبز

الحب والخبز

رواية "الحب والخبز"؛ لقد صدر كثير من الروايات والقصص عن فلسطين وقضيتها ومأساتها وصمود أبنائها، ولكن " الحب والخبز" بما تضمنته من سرد واقعي ومآسٍ حقيقية وخلفية أليمة للأحداث الدامية وأبعادها، جعل هذه الرواية تتميز عن سواها بأنها الأفضل والأعمق والأصدق!

تقييمك:
3
Average: 3 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 2
الحب والخبز الشهادة المخلصة
 
حينما أطبق ليل الفاجعة على الشعب العربي الفلسطيني عام 1948 بهول النكبة الطامية وتشرد المواطن في الجبال والوهاد المجاورة، وهو في ذهول أليم ترى الناس سكارى وما هم بسكارى، ولكن هول الكارثة أناخ على العقل يعطله، وعلى الوجدان يسحقهكأنما هو يوم الفزع الأكبر إذ تذهل كل مرضعة عما أرضعت، وتضع كل ذات حمل حملهاولف ذلك القتام مناحي الوطن العربي، الذي لم يستطع أن يكون في منأى عن الإعصار وإن حاول البعض مكابرة أن يتظاهروا بذلك بيد أن الشعب العربي الفلسطيني، وفي اهابه ما فيه من عنفوان الحياة التي لا تستكين لقهر، ولا تذل لجبروت وغدر، ما لبث أن تململ من الكهوف والمغاور والخيام، يلملم جراحه، يعض أبناؤه على الألم الممض، ويمسحون عليها بؤر الأمل المختزن في اعماق الروح، التي تتحشرج بالإيمان الحتمي بالحياة، فلم تمض شهور الا وكان الليل الفلسطيني الحزين عباءة تنطلق تحت مظلتها مجموعات متناثرة من هنا وهناك صوب الغرب، تحاول بحرارة الروح وبقايا العزيمة أن تثأر من العدو، قبل أن تحكم السلطات من الجانبين السيطرة على خطوط الضياع التي رسمتها الجريمة، وأكدتها اتفاقات الهدنة حتى هذه الخطوط، بعد أن زرعت الأسلاك الشائكة من حولها نصالاً حادة في جسد فلسطين، وبذرت الألغام، لم تحل تماما بين المواطن والوطن لعشرات الشهور، ظل الارق المحفوف بالرعب يستولي خلالها على الغاصب الصهيوني تلك الايام المشرقة ببصيص السنا في ليل النكبة الداجي أغلقت كما أغلقت صحائف كثر من عمر نضالنا الوطني المجيد وشوهت ووصم أبطالها بأنهم لصوص متسللون وأي ظلم أفدح من أن يسمى المواطن الذي يتجه إلى وطنه المسروق سارقاً وفي الجانب الإبداعي قلما التفتت الاعمال التي تصدت للنكبة وذيولها إلى هذه المرحلة آسيا خولة عبدالهادي قدر لطفولتها أن تنمو وسط الصبار، وأن تطالها أشواكه القاسية، وشاءت المقادير أن تعيش في هذه التجربة وأن تحملها معها جرحا ضمن جراح النكبة، التي تعيش في فؤادها، وأن تختزنها مع سني العمر ضمن ما تختزن من معاناة لا يهون منها الهناء الأسري ولا نعيم العيش ولقد أكبرت إصرارها على أن تخرج إلى الفضاء هذه التجربة، بصخبها المضطرم في النفس، وتلاوينها المتوحشة بالضوء، وسط النسيج الداكن لقد أطلعتني - مشكورة - على النص الأول لمخطوطها، وقدمته لي بتواضع الذي يعرف قدر نفسه وهو ما اكدته فيها، إذ لم تزعم نفسها روائية، ولكنها شاهدة مخلصة، التفاصيل حية مورقة في وجدانها، والتضاريس عميقة في خيالها وأحسب أنها إذ تضع هذا العمل أمام القارىء، فإنها - وأنا معها - لا تصر على تقديمه كعمل روائي يمتلك كامل معالمه وعلائمه الفنية، ولكنني أخال أنها تقدم نصاً هو إلى ((الشهادة الحية)) أدنى وحينما ناقشت معها القراءة الأولى لهذا العمل - الشهادة، استوعبت بعمق كم هي غامراً حماستها التي لم تكن محض أمر عاطفي، لكي يعرف الناس، نعم الناس- قصة ((الحب والخبز)) هذه، حتى اني لأكاد أجزم أن في داخلها صوتاً يدعو فنانينا والروائيين والمسرحين بخاصة إلى الإفادة من الشهادة، والخروج بها في أعمال أخرى ستكون سعيدة بها سعادتها بهذه المحاولة الجريئة لقد قدمت خولة محاولة جديرة إزاء نيل الهدف،فلها التحيةوالتقدير
 
أبو إيهاب
 
عبد العزيز السيد
 
الكويت1989/21/30

Pages