رواية "الحب والخبز"؛ لقد صدر كثير من الروايات والقصص عن فلسطين وقضيتها ومأساتها وصمود أبنائها، ولكن " الحب والخبز" بما تضمنته من سرد واقعي ومآسٍ حقيقية وخلفية أليمة للأحداث الدامية وأبعادها، جعل هذه الرواية تتميز عن سواها بأنها الأفضل والأعمق والأصدق!
قراءة كتاب الحب والخبز
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 9
عصرية بدون أكمام، فشهقت عندما رأيت ساعديها مكشوفين، فوكزتني فرح بكوعها فهدأت، وعبدالله ابنهما الشاب وولد آخر أصغر منه لم ألتفت إليه، فقد
بهرني جمال الابنة عفاف كما بهرني رداؤها.. أناس طيبون أخذوا يواسون أمي عندما كانت تذرف الدموع خجلا وحيرة قائلين: المشكلة ليست مشكلتكم
وحدكم... إنها مأساة الجميع، الله يستر ماذا سيحدث بعد ذلك.. اليهود لئام لن يسكتوا عند هذا الحد، ونرجو أن يتعلم العرب وأن
يتحدوا، فردت أمي >أبعد الله عنكم كل مكروه، وإن ما حصل لنا شي فظيع<.... تناولوا الشاي وجلسوا بعض الوقت ثم
انصرفوا.. هيأت والدتي مطبخا في الغرفة الصغيرة، فوضعت فيه الطناجر ولجن الغسيل، إضافة إلى وابور الكاز النحاسي الأصفر
اللامع، وإبريق الشاي، وبعض الصحون والكاسات، ثم صفت بعض الأحجار فوق بعضها، ووضعت عليها لوحاً من الخشب، وسترت الحجارة بقطعة قديمة
من القماش النظيف؛ فأصبح لديها ما يشبه الطاولة، تحتها تضع أدوات المطبخ، وفوقها وابور الكاز وغيره ،أما زير الماء فقد وضعته في ركن المطبخ،
ووضعت تحته تنكة مفتوحة تحتها (طبلية) من الخشب.
وبما أن الغرفة فسيحة، فقد أمكن تعليق بعض الأغطية على حبل وسطها، بحيث اصبحت قسمين يمتدان من منتصف الباب إلى نهاية الغرفة.. خصص
القسم المجاور للباب والمطبخ لدخولنا وخروجنا في حالة وجود ضيف أو زوار أغراب.. أكثر ما أدهش أم عبدالله بياض أغطية اللحف
التي تغسلها أمي بيديها، إضافة إلى نظافة الملابس. وكثيرا ما اثنت عليهاك فتقول لعفاف تعلمي منها، لقد أرسلها
الله لتعرفي أشياء كثيرة عن الحياة؛ فترد أمي أبعد الله عنكم شر ما جرى لنا.. تردد هذه العبارة بانكسار وذلة وحزن، وتنهيدة يصحبها
سرحان إلى بعيد، وكأنها ترى شيئا لا يبرح ذاكرتها... أما أم عبدالله فتردد أن جارتها بنت ناس.. >غير معتادة على البهدلة ولا بد أنه مضى لها عز