رواية "الحب والخبز"؛ لقد صدر كثير من الروايات والقصص عن فلسطين وقضيتها ومأساتها وصمود أبنائها، ولكن " الحب والخبز" بما تضمنته من سرد واقعي ومآسٍ حقيقية وخلفية أليمة للأحداث الدامية وأبعادها، جعل هذه الرواية تتميز عن سواها بأنها الأفضل والأعمق والأصدق!
قراءة كتاب الحب والخبز
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 6
مشت السيارة أكثر فأكثر فأسرعوا وراءها؛ فانهمرت دموعي
حزناً... ورحت ألوح لها بيدي الصغيرة.
بعد أن ابتعدنا كثيرا تعب الكلب من الركض، فعاد للجلوس على مؤخرته، وعادت القطة حيث يجلس صغارها تسير مطأطأة الرأس منكسرة.. شعرت أنا
بكل ما فيها، فلم يكن حالي بأحسن من حالها.
تألمت كثيرا لفراق حيواناتي الأليفة، واستمرت الذكرى تنغص علي كثيرا فيما بعد، وتمنيت دائما لو أعرف من يقوم مقامي برعايتها...
لم يكن الناس آنذاك ينشغلون بأمر مثل هذه الحيوانات الأليفة؛ فالبطالة والكساد وسوء الأحوال وقلة المال أجبرتهم على العناية بأولادهم أو ما ينفعهم من
الدواب، كالاغنام والأبقار أو الحمير، وحيث إن الكلاب والقطط منتشرة في كل مكان، فلماذا نأخذها من بلد إلى آخر، ثم إن أصحاب البيوت لا
يرحبون بالمستأجرين الذين يصطحبونها، حفاظا على بيوتهم وبساتينهم من العبث... إضافة إلى أن الكلاب >نجسة<...
أخذت فرح تحاول تهدئتي، وتعدني بالبحث عن قطة جديدة وكلب جديد حال استقرارنا في المنزل الجديد، ولكن هذا لم يواسيني؛
فأنا اريد... كلبي وقططي اريدها ولا اريد غيرها... هي التي أحبها وأتمنى وجودها معي... هي التي أحبتني وهي التي تعرفني من بين الجميع..
لم أكن قد ركبت سيارة من قبل، فقد كنت ملازمة لأمي؛ فالنساء يلزمن بيوتهن ثم إن السفر مكلف ولم تكن لنا به حاجة.
سارت السيارة في طريق ضيق ذي اتجاه واحد، وأغصان أشجار الزيتون الوارفة تلاحقها وتلامس جنباتها فتتمايل يمينا ويسارا، بينما راحت أختي فرح
تبعد (العفش) عنا بيدها خشية سقوطه فوقنا من حركة السيارة المستمرة، ثم ربطت قطعة كبيرة من القماش على جانبي السيارة لتوفر لنا بعض الظل..