رواية "الحب والخبز"؛ لقد صدر كثير من الروايات والقصص عن فلسطين وقضيتها ومأساتها وصمود أبنائها، ولكن " الحب والخبز" بما تضمنته من سرد واقعي ومآسٍ حقيقية وخلفية أليمة للأحداث الدامية وأبعادها، جعل هذه الرواية تتميز عن سواها بأنها الأفضل والأعمق والأصدق!
قراءة كتاب الحب والخبز
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 7
فالجو، وإن كان ربيعياً إلا أن حرارته اشتدت عند الظهيرة >شمس الربيع تضر الرضيع<. كما يقولون.
بعد سير خيل إلي أنه طويل وأنا سارحة بأفكاري في من تركناهم خلفنا، توقفت السيارة ونزلت أمي وأخواتي، فدخلنا
أحد الحقول نستظل تحت أشجاره، ثم قامت أمي بمسح وجوهنا بالماء البارد، الذي ملأت به جالوناً قبل مغادرتنا، وأخرجت صرة بيضاء فيها
بعض الطعام، بينما أخذ والدي والسائق مكانا منعزلا بعيدا عنا، فأرسلنا لهما بعضاً منه....
جلس والدي يدخن سيجارة سارحا بفكره إلى المجهول، وكأن هموم الدنيا تجمعت في داخله وفوق رأسه.. عائلة كبيرة، أطفال صغار ووالدان شابان،
ومستقبل مجهول، ووطن ضائع... انتهينا من تناول طعامنا، فقامت أمي بجمع فتافيت الخبز وبقايا البندورة ووضعتها في ورقة وأودعتها جذع الشجرة؛ لأن
>النعمة< لا يجوز أن تبقى تحت الأرجل.. عدنا إلى السيارة من جديد؛ فأخذ كل منا مكانه. وبعد مسير ما يقرب من الساعة توقفنا قليلا..
ونزل والدي، وأخذ ينظر يمنة ويسرة، ثم أشار للسائق بأن يتوجه إلى ناحية اليمين. وقبل أن يعود إلى مكانه جاءنا وقال:
وصلنا يا بنات.. (فقد كنا في ذلك الوقت أربع بنات اضافة إلى أخي منذر)... هذه هي البلدة اجزم أن الرحلة أتعبتكن... سنستريح
بعد قليل إن شاء الله...
دخلنا البلدة من الجهة التي أشار إليها والدي، وبدأت السيارة تتسلق تلاً صغيراً بجهد ملحوظ كعجوز غادره الشباب منذ دهر وينوء ظهره بهموم السنين،
فتهتز قدماه ويترنح جسده.. كانت البلدة هادئة خضراء، اختفت منازلها بين الاشجار الكثيفة، ولم نرَ منها سوى مئذنة الجامع العالية تطل بشموخ في السماء،