You are here

قراءة كتاب ليلى والثلج ولودميلا

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ليلى والثلج ولودميلا

ليلى والثلج ولودميلا

خرج الاتحاد السوفياتي منتصراً من الحرب العالمية الثانية وانشغل ببناء ترسانته الحربية عن إصلاح حال اقتصاده الداخلي المنهك جراء الحرب وبهذا فتح الباب امام عدد من الحركات التحررية للظهور ودخل الإتحاد في مرحلة إعادة البناء "البيريسترويكا" التي أدت إلى انهيار ال

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 2
فتقول سأكون لك أختًا، ويجيبها إن لديه أختا، فتعرض أن تكون أما، ويجيبها إن لديه أما· فتعرض عليه أخيرا أن تذهب معه بصفة غريبة، فيجيبها إنه في البلاد البعيدة لا يحتاج إلى غريبة·
 
كانت لودميلا هي أول من غنى هذه الكلمات على مسامع ليلى· يومها كانت ليلى تجلس في غرفتها وتدرس، وإذا بصوت لودميلا الرقيق ينساب في فضاء الشقة مذيبا بمرح، الصمت المتراخي في أرجائها، فلم تقو ليلى على الاستمرار في الدراسة وتركت الكتاب وراحت تصغي للأغنية·
 
وتكتشف ليلى الآن، أي بعد مرور أربع سنين، أن نهاية الأغنية التي لفتت انتباهها يوم ذاك إنما كانت من تأليف لودا(1) ذاتها:
 
فعندما أوصدت كل الطرق المؤدية إلى قلب الرجل في وجه المرأة، ورفض أن يأخذها معه حتى بصفة غريبة، ردت عليه بتعال:
 
إذا فاعلم أيها المغرور أن لدي هنا، في موطني، رجلا غيرك
 
أثارت هذه النهاية استطراف ليلى فقامت متجهة إلى المطبخ، حيث كانت لودا تعد الغداء وتغني، ووقفت في الباب تسأل:
 
- قولي لي من فضلك، لماذا تطلب منه أن يأخذها معه إلى البلاد البعيدة ما دام في حوزتها، وفي موطنها، رجل آخر؟
 
فأجابتها لودا ضاحكة:
 
- ذلك بمثابة احتياط!
 
- ولعل هذا الاحتياط هو زوجها ؟ - تساءلت ليلى بتهكم، فردت لودا وهي تنفجر بالضحك:
 
- بالضبط، إنه ذاته· هتفت وكأنما وجدت التعبير الأدق لمكانة الزوج في منظومة مفاهيمها
 
منذ ذلك الوقت نشأت الصداقة بين ليلى ولودميلا· صداقة عمادها التهكم والضحك، إذ لم تجمعهما أية اهتمامات مشتركة أخرى·
 
حينها لم يكن قد مضى على تعارفهما سوى إسبوعين، منذ أن جاءت ليلى إلى تلك الشقة تستطلع الغرفة المعروضة للإيجار فيها· ففي ذاك العام كانت في بداية سنتها الدراسية الأخيرة في كلية الطب، وكانت تضيق ذرعا بظروف السكن الطلابي الرديئة، فقررت استئجار شقة صغيرة ورخيصة الأجر تنعزل فيها وتحضر نفسها للتخرج بشكل جيد، بعيدا عن ضجة السكن ومنغصاته·
 
بعد فترة من البحث اهتدت إلى ضالتها: غرفة في شقة مشتركة· وجدتها ليلى أفضل الخيارات من حيث الأجرة والمساحة والأثاث، فضلا عن الموقع الجميل للشقة، المطل على نهر النيفا·

Pages