You are here

قراءة كتاب كورون .. أو الماء باتجاهين

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
كورون .. أو الماء باتجاهين

كورون .. أو الماء باتجاهين

المجموعة القصصية "كورون.. أو الماء باتجاهين"؛ يتوزعون مع بداية الليل ويختبئون في الجيوب الخلفية للحارة، حيث المزارع المطلة على المنازل بنخيلها الجاف المسلوخ.

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 3
بدءا من دوار المعبيلة الداخلي، وعلى امتداد مدينة الموالح فالمطار، مرورا بالازدحام الطويل من منتصف الخوير إلى بداية القرم، ثم المطار القديم، وسائق التاكسي يمسح الشارع يمينا ويسارا ويرفع نظره نحو السقف، ثم يرفع عينيه نحو المرايا الصغيرة وهو يفكر في جملة يفتتح بها حديثه، وقبل الالتفاف على منارة الاتصالات على مدخل الحي التجاري، وبحوالي ثلاث دقائق عن النجمة للعقارات على الزاوية اليمنى المقابلة لبنك الإسكان، قال السائق بصوت منخفض ضاع مع صوت الهواء من النافذة التي بجواره:
 
(كيف حال أمك)، ثم خمن أن فخرية لم تسمع؛ فأعاد (جلت كيف··· حالهي؟)·
 
(مو·· من ؟) (أمك)، وهي تبتسم وتقترب من عمود الكرسي الذي بجانبه واضعة جبينها على مسند الرأس الطالع من فوق الكرسي (أمي··· زينة) ثم نزلت·
 
وضعت فخرية المفتاح على باب المكتب، لوحت لسائق التاكسي فلوح لها بيده فارشا عينيه الغزيرتين على اتساعهما، إلى أن دخلت فخرية المكتب بكامل محتواها، ثم غاب هو في زحمة الشوارع ذارعا مسقط بكل مداخلها ليعود في السابعة، موعد ذهاب فخرية إلى المنزل·
 
***
 
على الرغم من صغر مساحة المكتب، إلا أن الضابط المتقاعد صاحب مكتب النجمة للعقارات قسم وبخبث عسكري المكتب إلى ثلاثة أقسام، قسم داخلي لمكتبه الخاص مفصول بمرايا عاكسة، وقسم خارجي لمكتب السكرتيرة، وقسم آخر أضافه في الأعلى موصول بدرج خشبي لإعداد الشاي والبخور ولأشياء أخرى·
 
يصل صاحب المكتب في وقته تمام العاشرة حيث يكون كل شيء قد أعد : الشاي، البخور، أرقام الزبائن، وخرائط الأراضي والمباني الجديدة، وإعلانات البيع والشراء، والراديو بصوت منخفض على قناة الموسيقى·
 
وصل سائق التاكسي في السابعة، جاء في اليوم التالي في السادسة والنصف قبل موعده، مرت أيام وأسابيع· قبل سائق التاكسي فخرية قبلتين على عنقها ودلك ثدييها الصغيرين بأصابعه الجافة، انقطع سائق التاكسي عن المجيئ، مرت شهور تأتي فخرية مع سائق آخر في الموعد نفسه وتعود في الموعد نفسه· أدخلها صاحب المكتب عدة مرات تحت طاولة إعداد الشاي في الجزء العلوي من المكتب، ودفن مهمازه العسكري وسط فخذيها المتعبين، وبعد أسبوعين تزوجها ثم طلقها·
 
مرت سنوات كانت فخرية تقف بجانب محطة البنزين وبيدها علب بخور صغيرة، وكان ثمة سائق بعينين مشدودتين كعيني النسر يمر على سيارة أجرة بجانب الشارع·

Pages