المجموعة القصصية "كورون.. أو الماء باتجاهين"؛ يتوزعون مع بداية الليل ويختبئون في الجيوب الخلفية للحارة، حيث المزارع المطلة على المنازل بنخيلها الجاف المسلوخ.
You are here
قراءة كتاب كورون .. أو الماء باتجاهين
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 6
(أقول لكم إن الملك سيموت الليلة في الدقيقة الأخيرة من هذا المساء···· اييه·· لا تقلقوا أبدا سيأتيكم ملك آخر)
كان الرّجلُ يَتكلمُ وَعيناه للأعلى، كمَا لو أنّه كان يُشيرُ الى شَيءٍ ما في الأدوارِ العُليا للبناياتِ المُجاورةِ، وكان يَصرخُ على سائقي الأجرَةِ الّذين كانو مُتشاغلينَ عنه، والأشخاصِ المُترنحين، والذينَ تكوموا على المِقعدِ المُقابلِ للرّجلِ تحديدًا، قريبًا من صَفيحةِ االقمامة المُعلّقةِ على الحَائطِ الجَانبيّ لاستراحةِ المَواقفِ، والّتي كانّت بِلونٍ يَتناسبُ تمامًا مع اللّونِ الأصفرِ الّذي صُبغت به مِظلّة الاستراحةِ· قَفزَ الرّجلُ من المِقعدِ الّذي كان يَقفُ عَليهِ، وبصق ثم صرخ:
(أنتم أيها العاطلون، ستكونون رعايا الملك الجديد، أما أنتم هناك سائقو الأجرة قد يبصق الملك على رقابكم تفو·· قلت·· سيموت الملك الليلة بعد آخر مضاجعة له هذا المساء)·
انتفَضَ الجَميعُ بعد أن شَاهدوا دَوريّةً للشُرطةِ قَادمةً تُلوِّحُ من بَعيدٍ، وقَفزوا فَوقَ السّياراتِ الّتي اختفَت في لَمحِ البَصرِ، تاركينَ الرّجلَ يَصرخُ وَيلوِّحُ في الهَواءِ بِعمودهِ الحَديديِّ الّذي يُشبهُ أداةَ الحَفرِ·
***
(لَم تَكن مَلامحهُ دَقيقةً تمَامًا، جَبينهُ كان مُلتويًا ومَليئًا بالخُطوطِ والنّدوبِ الجِلديّةِ، يَدهُ اليُسرى أصبحَت بِثلاثِ أصابعٍ فَقط، كمَا أنّ شَعرهُ الّذي كان طويلاً صارَ أطول، لكنّني استطعت مُؤخرًا معرفةَ أنّ المَجنونَ الّذي يَمشي دونِ صِبيةٍ يَركضونَ وَراءهُ بِمحاذاةِ الشّارعِ، ذارعًا الأرصِفةَ على امتدادِ المَدينةِ طيلةَ النُهارِ، كان حامد)·
خليفة أحمد الصديق الأقرب لحامد حمد في الفترة من (1972-1976)
(··· كُنتُ عَائدةً الى المَنزلِ حينما لاحظتُ أن شيئًا ما يُشبهُ الشّبح قد قَفزَ نحو الشُارع العام وكانَ بِيدهِ عَمودٌ حَديديٌ· ولأنه كانَ دائمًا يَلبسُ نَعالاً أشبهُ بالقبقاب، وكان خَفيفًا كمَا لو أنّه كان دائمًا يَستعِدّ للرّكضِ، وكان يُلوِّحُ بِيديهِ الضّئيلتينِ اللّتينِ عرَفتُهما جَيّدًا، حيثُ لا يَزالُ الخَاتَمُ بِيدهِ اليُمنى، و···)
زينب سليمان خطيبة حامد التي عادت معه من الدراسة عام 1971
(كنت أنتظر أن يغرس آلته الحديدية في جبيني، حيث كان قد صوبها بين عيني عندما كنت أمر وحيدا في الرابعة عصرا بمحاذاة الرصيف الجديد، الذي كان مفروشا بالبلاط ثم أصبح مقسما الى أحواض زراعية، وكان ذلك باتجاه جسر المشاة، ولكنه أنزل حديدته وضرب بها على مفترق قدميه ثم رفع ثوبه وركض)·
أحد المارة عام 1996 بالقرب من جسر عبور المشاة
في الشارع المنتهي إلى لسان البحر ومن ثم إلى الحي التجاري·