يضم هذا الكتاب خمسة أقسام رئيسية تخص قضية المرأة وحقوقها المدنية والشرعية والسياسية بشكل عام وموضوع التعدد والعلاقة الزوجية بشكل خاص.
You are here
قراءة كتاب المنظور الاجتماعي التربوي في قضية المرأة وسنّة التعدد
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 3
الإسلام .. والمرأة
قبل أن نبيِّن حقيقة وضع المرأة في الإسلام، يجدر بنا أن نلم إلمامة سريعة بتاريخ قضية المرأة في أوربا، فهي منبع الفتنة التي فتنت الشرق عن طريق التقليد.
كانت المرأة في أوربا وفي العالم كله هملاً لا يحسب له حساب. كان (العلماء والفلاسفة) يتجادلون في أمرها. هل لها روح أم ليس لها روح؟ وإذا كان لها روح فهل هي روح إنسانية أم حيوانية؟! وعلى فرض أنها ذات روح إنسانية، فهل وضعها الاجتماعي و(الإنساني) بالنسبة للرجل هو وضع الرقيق، أم هو شيء أرفع قليلاً من الرقيق؟!.
وحتى في الفترات القليلة التي تمتعت فيها المرأة بمركز (اجتماعي) مرموق سواء كان في اليونان أو في الإمبراطورية الرومانية، لم يكن ذلك مزية للمرأة كجنس وإنما كان لنساء معدودات، بصفتهم الشخصية، أو لنساء العاصمة بوصفهن زينة للمجالس، وأداة من أدوات الترف التي يحرص الأغنياء والمترفون على إبرازها زهواً وعجباً، ولكنها لم تكن قط موضع الاحترام الحقيقي كمخلوق إنساني جدير بذاته أن يكون له كرامة بصرف النظر عن الشهوات الغريزية التي تحببه لنفس الرجل.
وظل الوضع كذلك في عهود الرق والإقطاع في أوربا في جهالتها تدلل حيناً تدليل الترف والشهوة، وتهمل كالحيوانات التي تأكل وتشرب وتحمل وتلد وتعمل ليل نهار. حتى جاءت الثورة الصناعية في أوربا، فكانت الكارثة التي لم تصب المرأة بشرٍ منها في تاريخها الطويل. لقد كانت الطبيعة الأوربية في جميع عهودها كزّة جاحدة لا تسخو ولا ترتفع إلى مستوى التطوع النبيل الذي لا يكلف جهداً ولا يفيد مالاً أو نفعاً قريباً أو غير قريب. ولكن الأوضاع الاقتصادية في عهدي الرق والإقطاع، والتكتل الاجتماعي الذي كانا يستلزمانه في البيئة الزراعية، جعلا تكليف الرجل إعالة المرأة هو الأمر الطبيعي الذي تقتضيه الظروف، فضلاً عن إن المرأة كانت تعمل في المنزل في الصناعات البسيطة التي تتيحها البيئة الزراعية، فكانت تدفع ثمن إعالتها بهذا العمل.
ولكن الثورة الصناعية قلبت الأوضاع كلها في الريف والمدينة على السواء فقد حطمت كيان الأسرة وحلت روابطها بتشغيل النساء والأطفال في المصانع فضلاً عن استدراج العمال من بيئتهم الريفية القائمة على التكافل والتعاون، إلى المدينة التي ليس فيها أحدٌ لأحد، ولا يعول أحدٌ أحداً، وإنما يستقل كل إنسان بعمله ومتعته، وحيث يسهل الحصول على المتعة الجنسية من طريقها المحرم، فتهبط الرغبة في الزواج وكفالة الأسرة، أو تتأخر سنوات طويلة على الأقل. وليس همنا هنا استعراض تاريخ أوربا. ولكنا نستعرض العوامل التي أثرت في حياة المرأة فحسب.