You are here

قراءة كتاب المنظور الاجتماعي التربوي في قضية المرأة وسنّة التعدد

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
المنظور الاجتماعي التربوي في قضية المرأة وسنّة التعدد

المنظور الاجتماعي التربوي في قضية المرأة وسنّة التعدد

يضم هذا الكتاب خمسة أقسام رئيسية تخص قضية المرأة وحقوقها المدنية والشرعية والسياسية بشكل عام وموضوع التعدد والعلاقة الزوجية بشكل خاص.

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 5
إن الثورة الصناعية إذن قد شغلت النساء والأطفال. فحطمت روابط الأسرة وحلت كيانها، ولكن المرأة هي التي دفعت أفدح الثمن من جهدها وكرامتها وحاجاتها السيكولوجية والمادية. فقد نكل الرجل عن إعالتها من ناحية، وفرض عليها أن تعمل لتعول نفسها حتى لو كانت زوجة وإماً! واستغلتها المصانع أسوأ استغلال من ناحية أخرى، فشغلتها ساعات طويلة من العمل، وأعطتها أجراً أقل من الرجل الذي يقوم معها بنفس العمل في المصنع.
 
ولا نسأل لماذا حدث ذلك، فهكذا هي أوربا، جاحدة كزّة كنود، لا تعترف بالكرامة للإنسان من حيث هو إنسان، ولا تتطوع بالخير حيث تستطيع أن تعمل الشر وهي آمنة.
 
تلك طبيعتها على مدار التاريخ، في الماضي والحاضر والمستقبل إلى أن يشاء الله لها الهداية والارتفاع.
 
وإذا كان النساء والأطفال ضعافاً، فما الذي يمنع من استغلالها والقسوة عليها إلى أقصى حد؟ إن الذي يمنع شيء واحد فقط، هو الضمير ومتى كان لأوربا ضمير؟ ومع ذلك فقد وجدت قلوب إنسانية حية لا تطيق الظلم. فهبت تدافع عن المستضعفين من الأطفال. نعم الأطفال. فقط! فراح المصلحون الاجتماعيون ينددون بتشغيلهم في سن مبكرة، وتحميلهم من الأعمال ما لا تطيق بنيتهم الغضة التي لم تستكمل نصيبها من النمو، وضآلة أجورهم بالنسبة للجهد العنيف الذي يبذلونه ونجحت الحملات، فرفعت رويداً رويداً سن التشغيل، ورفعت الأجور وخفضت ساعات العمل.
 
أما المرأة فلم يكن لها نصير. فنصرة المرأة تحتاج إلى قدر من ارتفاع المشاعر لم تكن تطيقه أوربا المادية! لذلك ظلت في محنتها. تنهك نفسها في العمل مضطرة – لإعالة نفسها – وتتناول أجراً أقل من أجر الرجل، مع اتحاد الإنتاج والجهد المبذول وجاءت الحرب العالمية الأولى. وقتل عشرة ملايين من الشباب الأوربيين والأمريكان. وواجهت المرأة قسوة المحنة بكل بشاعة. فقد وجدت ملايين من النساء بلا عائل. إما لأن العائل قد قتل في الحرب، أو شوه، أو فسدت أعصابه من الخوف والذعر والغازات السامة الخانقة، وإما لأنه خارج من حبس السنوات الأربع يريد أن يستمتع ويرفه أعصابه، ولا يريد أن يتزوج ويعول أسرة تكلفه جهداً من المال والأعصاب.

Pages