يضم هذا الكتاب خمسة أقسام رئيسية تخص قضية المرأة وحقوقها المدنية والشرعية والسياسية بشكل عام وموضوع التعدد والعلاقة الزوجية بشكل خاص.
You are here
قراءة كتاب المنظور الاجتماعي التربوي في قضية المرأة وسنّة التعدد
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 10
ولا تصير على اتجاه واحد إلا فترة، تتجه بعدها إلى هدف جديد وهذا يصلح لمطالب الأمومة المتغير المتقلبة، ولكنه لا يصلح لعمل خطة مرسومة تحتاج في تنفيذها إلى الثبات على وضع واحد لفترة طويلة من الوقت، وإن ما يصلح لذلك الفكر فهو بطبيعته أقدر على التدبير وحساب المقدمات والنتائج قبل التنفيذ وهو أبطأ عملاً من العاطفة الجياشة المتفجّرة، وليس المطلوب منه هو السرعة بقدر ما هو تقدير الاحتمالات والعواقب، وتهيئة أحسن الأساليب للوصول إلى الهدف المنشود وسواء كان المقصود هو صيد فريسة، أو اختراع آلة، أو وضع خطة اقتصادية، أو سياسة حكم، أو إشعال حرب، أو تدبير سلم، فكلها تحتاج إلى إعمال الفكر، ويفسدها تقلب العاطفة). (ولذلك فالرجل في وضعه الصحيح حين يؤدي هدفه الصحيح).
(وهذا يفسر كثيراً من أوجه الخلاف بين الرجل والمرأة. فهو يفسر مثلاً لماذا يستقر الرجل في عمله، ويمنحه الجانب الأكبر من نفسه وتفكيره بينما هو في الميدان العاطفي متنقل كالأطفال. في حين أن المرأة تستقر في علاقاتها العاطفية تجاه الرجل، وحينما تتجه إليه فكأنما كيانها كله يتحرك ويتدبر الخطط ويرتب الملابسات، وهي في هذا الشأن أبعد ما تكون دقة. ترسم أهدافها لمسافات بعيدة وتعمل دائبة على تحقيق أغراضها. بينما هي لا تستقر في العمل، إلا أن يكون فيه ما يلبي جزءاً من طبيعتها الأنثوية كالتمريض أو التدريس أو الحضانة. أما حين تعمل في المتجر فهي تلبي كذلك جزءاً من عاطفتها بحثاً عن الرجل هناك. ولكن هذه الأعمال كلها بديل لا يغني عن الأصل، وهو الحصول على رجل وبيت وأسرة وأولاد. وما أن تعرض الفرصة للوظيفة الأولى حتى تترك المرأة عملها لتهب نفسها لبيتها. إلا أن يحول دون ذلك عائق قهري كحاجتها إلى المال).
(ولكن هذا ليس معناه الفصل الحاسم القاطع بين الجنسين: ولا معناه أن كلاً منهم لا يصلح أية صلاحية لعمل الآخر).
(فالجنسان إذن خليط، وعلى نسب متفاوتة. فإذا وجدت امرأة تصلح للحكم أو القضاء أو حمل الأثقال أو الحرب والقتال... وإذا وجد رجل يصلح للطهي وإدارة البيوت أو الإشراف الدقيق على الأطفال أو الحنان الأنثوي، أو كان سريع التقلب بعواطفه ينتقل في لحظة من النقيض للنقيض: فكل ذلك أمر طبيعي، ونتيجة صحيحة لاختلاط الجنسين في كل جنس. ولكنه خلو من الدلالة المزيفة التي يريد أن يلصقها به شذاذ الآفاق في الغرب المنحل والشرق المتفكك سواء، فالمسألة في وضعها الصحيح ينبغي أن توضع على هذه الصورة، وهل كل هذه الأعمال التي تصلح لها المرأة زائدة على وظيفتها الطبيعية، تغنيها عن طلب البيت والأولاد والأسرة؟ وتغنيها عن طلب الرجل قبل هذا وبعد ذلك ليكون في البيت رجل! بصرف النظر عن شهوة الجنس وجوعة الجسد ؟.
والآن وقد استعرضنا حقيقة الخلاف بين طبيعة الرجل والمرأة، نعود إلى مواضع التفرقة بينهما في الإسلام.