قراءة كتاب البنية الدرامية في شعر محمود درويش

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
البنية الدرامية في شعر محمود درويش

البنية الدرامية في شعر محمود درويش

يرى الباحث د.

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 6
الدراما الرومانية
 
أما الدراما الرومانية، فلعل أهم ما يقال فيها- على حد تعبير (فرانك. هوايتج) -"هو الكلام في عدم وجودها؛ ولعل السر فيه هذا يعود إلى طبيعة هذه الأمة بعد أن أضحت إمبراطورية، عتيدة، وتحولت إلى دولة غازية، وأصبح الإغريق من ضحاياها، حين ذاك وقفت روما من الفن موقفا يقلل من شأنه".( )
 
لكن الأثر الروماني في الدراما يبدو بارزا في كتابات (هوراس 65ق. م) وخصوصا كتابه الموسوم بـ" فن الشعر".
 
الدراما الأوروبية الحديثة
 
وفي العصور الوسطى تناسى الأوروبيون (أرسطو) وما كتبه عن الدراما، وانكبوا على كتابات (هوراس) أو الدراما الايطالية وخصوصا نتاج (سنكا ق. م)( )
 
وفي ايطاليا نمت كوميديا "الايروديتا" على أيدي كتاب كبار مثل (ارتينو) ثم ازدهرت مع (ميكافلي1469-1527).
 
أما في بريطانيا فقد افرز المجتمع اليزبثي واقعا طبقيا انعكس إيجابا على الدراما بشكل عام.( )
 
ومن هنا، فإن درامية العصور الوسطى شهدت تحولات كبيرة، وتأثرت بوقائع متعددة؛ ففي هذه الفترة انتشرت حركة (مارتن لوثر) 1483-1546، حيث "ثارت على الكنيسة ومزقت سلطة الغفران، وصلاحيات البابا، والتبتل الكهنوتي، وآلام القديسين والتشفع بهم"( ).
 
لكن هذا العصر- أيضاً- شهد حدثا مهما في تاريخ الدراما العالمية، تمثل في ميلاد الكاتب والشاعر الكبير(شكسبير)؛ إذ يمكن القول: إن شكسبير طور النتاج المسرحي بل لعله خلقه من جديد؛ حيث تحكم في وسطه بينما بقي الآخرون أسرى لذلك الوسط، كان يبني حكايته بمقدرة لم يجاره فيها أحد، بالإضافة إلى أن اختياره للكلمات كان دقيقا، واختياره للأشكال كالذروة والتناقض وغير ذلك، كان منوعا وقليل التعقيد"( )
 
أما أهم ما قدمته ايطاليا في هذا العصر، فقد تمثل في الكوميديا؛ ولعل مسرحية "اللقاح" التي كتبها (ميكافللي) خير مثال على هذا.( )
 
ثم جاء القرن الثامن عشر بانقلاباته النوعية، ودخول الأدب في تحولات فرضتها المناهج النقدية، التي أخذت تصبغ الفكر والأدب والفلسفة، وخصوصا المدرسة الرومانسية، وهنا ظهرت (المينودراما) أو الدراما الشعبية، وهي عبارة عن "مسرحيات بسيطة التركيب تقوم على المبالغة، وتظهر الصراع بين الخير والشر وتنتصر دائما للضعيف وأحداثها مكررة، واشخاصها معروفة"( ).
 
وفي القرن التاسع عشر شهدت الدراما تطورا آخر تمثل في ميلاد الشاعر المسرحي الكبير (ابسن) 1828 ، ثم دخلت أوروبا إلى مرحلة جديدة مع المنهج التعبيري الذي ظهر في ألمانيا على يد كتاب كبار، أمثال (فرنك ودكند) و(سترتدبرغ).( )
 
والمسرح التعبيري يختلف في عناصره وفي بناءه عن المسرح الدرامي الكلاسيكي؛ "فالكلاسيكية تقوم على تخطيط منطقي، يضع في اعتباره المستقبل؛ حيث نرى فيه بداية وتطورا ونهاية، والاختلاف في التعبيرية يقع في أن التعبيرية تعتمد على متواليات متتابعة من اللحظات المتصاعدة، حيث تتوالى فيها سلسلة من المنولوجات المركزة والمكثفة على حساب التضحية بكل الأحداث الخارجية ومضمون القصة أيضاً".( )
 
ثم جاءت الحركة الرمزية، في أواخر القرن التاسع عشر، كرد فعل طبيعي على تحولات المدرسة الطبيعية في محاكاة الواقع؛ حيث وجد الرمزيون أن الحياة-بطبيعتها- لا يمكن تصنيفها أو تحديدها، وأن هناك كثير من العواطف والأحاسيس، قد لا يلتفت إليها علماء الاجتماع في شيء، غير أنها ترمز للوجود كله.
 
أما المسرح العبثي، فقد كان دُرجة القرن العشرين؛ حيث كان الناقد (مارتن أسلن) أول من ابتكر مصطلح مسرح العبث في كتاباته النقدية عن المسرحيات التي كتبت في الفترة ما بين 1950- 1960، وقد اشتق هذا المصطلح"من بحث أسطورة (سيزيف)، الذي قدمه الباحث والفيلسوف الفرنسي (البيركانو) 1942.( )
 
وقد تأثر مسرح العبث بالفلسفة الوجودية؛ حيث الإغراق في التشاؤم، واغتراب الإنسان، والإيمان المطلق بالوجود الفردي.

Pages