You are here

قراءة كتاب العالم إلى أين؟!

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
العالم إلى أين؟!

العالم إلى أين؟!

كتاب "العالم إلى أين؟!" للكاتب أبو عبيدة راتب عبدالرحيم حسن الزغلول، يناقش من خلاله أبو عبيدة التحولات التي من الممكن حسب رأيه أن تطرأ على العالم، ويتساءل من خلاله عن مصير العالم وإلى أين سيؤول بنا..

تقييمك:
4.75
Average: 4.8 (4 votes)
المؤلف:
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 3
المقدمة ورسالة المؤلف
 
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، سيدنا محمد النبي الأمي الأمين وعلى آله وأزواجه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، ولا عدوان إلا على الظالمين الذين قال فيهم رب العزة سبحانه وتعالى وهو أصدق القائلين بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ) ( ).
والحمد لله الذي جعل العاقبة للمتقين وجعلهم من أهل عليين مادحاً سبحانه وتعالى لهم في القرآن الكريم وعلى لسان نبيه الأمين قائلاً تعالى في محكم التنزيل واصفاً المؤمنين وهو أصدق القائلين (ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ) ( ).
ونحمد الله تعالى بأن فطرنا على الإسلام وجعلنا من خير أمةٍ أخرجت للناس وجعل الإسلام لنا فضلاً وعنوانا فأعزنا بهذا الدين العظيم ووعد سبحانه وتعالى أن يظهره على الدين كله ولو كره الكافرون. وسيبقى هذا الدين وهذه الأمة شوكةً في حلوق كل من سولت لهم أنفسهم أن ينشروا في الأرض الفساد وأن يحكموا الأرض بالظلم والجبروت والاضطهاد لأن الحق لابد له أن يعود ولأن دين الله الذي ارتضاه لعباده سوف يسود مهما مارس أعداؤه ضده من قهرٍ وظلم وحقد، وكما يقولون:{لكل جواد كبوة} فقد كبت هذه الأمة مرات ومرات لكنها كانت تقوم بعد كل كبوة عزيزة كريمة أبية تأبى الذلة والمهانة وها هي تكبو في هذا الزمان كبوة كبيرة ظن أعداؤها أنها لن تقوم منها أو هكذا أرادوا لها لكنهم لم يقرؤوا التاريخ أو تجاهلوه. إلى هؤلاء أقول: إعلموا أن الأمة قد بدأت تتململ وتصحوا من سباتها وكبوتها وعما قليل سوف تعلمون. راجياً من المولى العزيز الحكيم أن يعجل في ذلك اليوم وأن يعيد لهذه الأمة دورها الذي وجدت من أجله وأن يخرجها للناس وللبشرية جمعاء لتخرجهم من ظلمات الجهل إلى نور الهداية والعلم ولتقودهم من المعاناة والبؤس والشقاء إلى الخير والعزة وأن تبعث هذه الأمة من جديد لتحطم أغلال الظلم والبغي ولتحكم كما أراد رب العزة سبحانه وتعالى بالعدل والحق ولتخرج الناس من جور الأديان، إلى سماحة الإسلام، ومن عبادة الأوثان إلى عبادة الرحمن وأن تحطم الظلم والطغيان وتنشر العدل والإحسان بين الناس، وترحم الأنسان بعد أن استفحل الظلم وانقلب الحق باطلاً والباطل حقاً. ليأخذ الأنسان حقه وليصون كرامته بعد أن سحقت حقوق الأنسان وأصبحت ليس إلا شعاراً يقال ولا يطبق.
نرى في هذا الزمان انقلاب الحقائق وانتشار الظلم وهدر كرامة الأنسان وسلب حقوقه يحدث تحت شعارات براقة ملمسها ناعم وسمها زعاف ظاهرها فيه الرحمة وباطنها فيه العذاب، ظاهرها أصفر فاقع وباطنها أسود حالك، ظاهرها أصفر لامع وباطنها أسود ناقع.
في هذا الزمن الذي أصبح المطالب فيه بحقه والمتمسك بدينه وأرضه منبوذاً، ولا غرابة في ذلك لأن زمن العبودية والجاهلية الأولى قد عاد في هذا الزمن وعاد الطغاة والمستبدون، فإن انتهى زمن وظلم فرعون وهامان وقارون وجنودهم الأوائل، وإن انتهى عهد النمرود الأول فقد عاد في هذا الزمن نماردة وفراعنة آخرون ولكن على الجميع أن يعلم أن العبرة في النهاية وليست في البداية، ولا بد لنا أن نرجع بالذاكرة إلى الماضي وأحداثه لنقارنه في الحاضر وأحداثه فعندما بعث موسى عليه السلام وجاء بالدعوة إلى الله وقف في وجهه فرعون ذلك الزمان وقال لقومه كما أخبر رب العزة سبحانه وتعالى:(ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ) ( ). أما في آية أخرى فقد قال تعالى:(ﭵ ﭶ ﭷﭸ ﭹ ﭺ ﭻ) ( ).
وفي آية أخرى قال تعالى: (ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ) ( ). أما قوم لوط فقد أغضبتهم الحقيقة والطهارة فما كان منهم إلا أن قالوا كما أخبر رب العزة سبحانه وتعالى: (ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ)( ). هكذا تصبح المقاييس عندما يسيطر الفجار، فقد كان ذنب آل لوط أنهم يتطهرون، لأن الطهارة في زمن يسيطر فيه الأنجاس تصبح جرماً كبيراً يستحق أصحابه الطرد والتهجير، وهكذا يصبح المقياس عندما يسود الظالم، وهكذا تنقلب الحقائق ليصبح الحق باطلا والباطل حقاً في عالم يسوده الظلم بدل العدل ويحكمه الفسقة بدل الأخيار والفجار بدل الأبرار.

Pages