You are here

قراءة كتاب العالم إلى أين؟!

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
العالم إلى أين؟!

العالم إلى أين؟!

كتاب "العالم إلى أين؟!" للكاتب أبو عبيدة راتب عبدالرحيم حسن الزغلول، يناقش من خلاله أبو عبيدة التحولات التي من الممكن حسب رأيه أن تطرأ على العالم، ويتساءل من خلاله عن مصير العالم وإلى أين سيؤول بنا..

تقييمك:
4.75
Average: 4.8 (4 votes)
المؤلف:
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 10
إن ما يسمى بالشرعية الدولية (إن كان هناك شرعية دولية) تقول: إن اغلب المستوطنات غير شرعيـة، (وهـل وجـود إسرائيل في المنطقة واحتلالها لفلسطين أصلاً شرعي؟) فجميع القرارات الدولية تعترف للاجئين بحق العودة وتقول: إن الجدار الذي تبنيه إسرائيل عنصري وغير شرعي، فلماذا استخدمت أمريكا النصرانية كل هذا الفيتو؟ هل هو فقط من أجل مصالحها مع إسرائيل ؟ ترى ألا يوجد لهذه الدولة مصالح مع العرب ؟ ترى لو طرحت إسرائيل التصويت على قرار يطالب بطرد جميع العرب من فلسطين وهدم الأقصى واحتلال ما تبقى من الدول العربية هل تستخدم أمريكا الفيتو ضد هذا القرار ؟ بناءً على المعطيات والواقع فالجواب بالتأكيد هو لا.
وما دام الأمر كذلك فهل نظن أن يتم تطبيق قرار لصالح العرب ضد إسرائيل؟ والجواب إن ذلك مستحيل وبكل ما للكلمة من معنى وحتى إذا حدث ذلك في يوم من الأيام رغم أنه مستبعد فعلينا أن ندرك أن خلف هذا القرار المطبق أمر خفي ونتيجته الحتمية ستكون لصالح إسرائيل. وهذا ليس تشاؤماً ولكنه مع الأسف الواقع المعاش حالياً وذلك لأن اليهود في أمريكا هم الذين يرسمون السياسة فيها وليس أمام الرئاسة الأمريكية في هذا المجال من خيار إلا خيارٌ واحد وهو نفذ أو اترك.... نفذ أو تنحًّ.... نفذ وإلا( )
أما نتيجة المخططات اليهودية فهي شديدة الوضوح، فمثلاً ما حدث في العراق كان المراد منه نظام صدام حسين لأنه لم يعد لوجوده حاجة ولأنه خطر يهدد إسرائيل خصوصاً بعد الصواريخ التي تم إطلاقها في حرب الخليج الأولى على تل أبيب، ولأن العراق ذلك البلد العربي المسلم أصبح بلداً عربياً مسلما قوياً وقد يغير قواعد اللعبة اليهودية المرسومة مسبقاً، ويوازي ذلك الاستيلاء على مقدرات العراق النفطية وهذان عصفوران في حجرٍ واحد.
أما في فلسطين فالسياسة قائمة على التخلص من الرئيس ياسر عرفات واستبداله برئيس وزراء ربما يكون الأقدر على تلبية المطالب والإملاءات الإسرائيلية والذي يهدف لضرب المنظمات الفلسطينية بالسلطة لقيام فتنه داخلية وحدوث نزاع فلسطيني فلسطيني عصفوران في حجر واحد. أما نتيجة هذا الحجر المخطط له فهو الخلاص من الفلسطينيين بالفتنة الداخلية ليفني بعضهم بعضاً والتخلص من العمليات الاستشهادية أو تقليلها إلى الحد الأدنى نتيجة لهذا الصراع وبالتالي توفير الأمن للإسرائيليين وبعد ذلك التفرغ لتطبيق مخطط نسف الأقصى وإقامة الهيكل مكانه وهكذا يسقطون ستة عصافير أو أكثر بحجرٍ واحد( ) .
إن الفتنة ألأن قد غشت أرض العراق وفلسطين وعركتهما عرك الأديم وهي الأن تحوم حول الشام ومصر والجزيرة العربية.
أما بالنسبة للشام فأرى أن الأمر سيكون في القادم من الشهور أو الأعوام ولا أضنه يتعدى إلى أعوام ألا وهو فرض الحصار الشديد على سوريا وهذا ما تلوح به أمريكا ومنذ زمن وهو ما يسمى بمشروع محاسبة سوريا ولا أرى الأمر إلا قد أوشك، وهذا الحصار كائن لا محالة فقد أخبر عنه رسول الله  منذ ما يزيد على اربعة عشر قرناً في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول
الله : "منعت العراق درهمها وقفيزها " وقد وقع ذلك في الحصار الذي تم فرضه على العراق بعد حرب الخليج الأولى إلى أن انتهى أو أوشك باحتلال العراق في شهر نيسان 2003 " ومنعت الشام مديها ودينارها " وهذا هو الحصار المنتظر الأن والذي تظهر بوادره في زماننا هذا وأظنه والله تعالى أعلم سيكون قريباً. ثم بعد حصار الشام ستحاصر مصر أيضاً وذلك ليتحقق قول الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى  بلا نقصان ألا وهو ما جاء في تكملة هذا الحديث " ومنعت مصر إردبها ودينارها وعدتم من حيث بدأتم وعدتم من حيث بدأتم وعدتم من حيث بدأتم"( ).
يقول الإمام النووي رحمه الله في شرحه لهذا الحديث (أما القفيز فمكيال معروف لأهل العراق، وأما المدي بضم الميم فهو مكيال معروف لأهل الشام، وأما الأردب فمكيال معروف لأهل مصر، وفي معنى منعت العراق وغيرها قولأن مشهوران: أحدهما: لإسلامهم فتسقط عنهم الجزية، وهذا قد حدث. والثاني: وهو الأشهر أن معناه أن العجم والروم يستولون على البلاد في آخر الزمان فيمنعون حصول ذلك للمسلمين)( ) . وهذا ما يحدث الأن بالفعل.
وأقول: إن العجب كل العجب إن ذلك يتحقق الأن فينا وأمام أعيننا ولكن لا نكاد ندركه، وكذلك الدقة التي جاءت في الحديث وتسلسل الأحداث كما أخبر بذلك رسول الله . وليس العجيب أن يحدث ذلك وذلك لأن كلام رسول الله  وحديثه وحي يوحى ولكن العجب هو عدم إدراكنا الدقيق والعميق لمجريات الأحداث،. فقد ورد في حصار العراق أنه سيكون من قبل العجم، ومعنى كلمة أعجمي تنطبق على كل من يتحدث بلسان غير عربي وقد كان ذلك في حصار العراق لأنه كان حصاراً دولياً، بمعنى اشتراك عدة دول ذات ألسن ولغات شتى وأغلبها غير عربي، وهكذا انطبق وصف رسول الله  على حصار العراق. أما ما ينتظر الأن في الحصار الذي سيكون على الشام هو أن يكون من قبل الروم فقط وأظن والله تعالى أعلم أن حصار الشام سوف يكون من قبل أمريكا وحدها بعد أن أصبحت القطب الأوحد في العالم دون منازع تقريباً.
وليس بالضرورة أن يكون الحصار من قبل أمريكا وحدها فقد تشترك معها بريطانيا أيضاً في فرض الحصار وقد تشترك أي دولة أخرى، ولكن حصار سوريا سيكون مختلفاً عن حصار العراق، بمعنى أنه لن يكون حصاراً دولياً كما حدث ذلك في العراق لأن الروم تعني النصارى، أما هذا الحصار فهو كائن لا محالة، وإذا أمد الله لنا في الحياة فسوف نرى ذلك يطبق حرفياً. فقد طبق ذلك على العراق حرفياً وهو بطريقه الأن إلى التطبيق على الشام كما أخبر بذلك رسول الله  خصوصاً ونحن نرى البوادر السياسية الصهيوأمريكية بالنسبة لسوريا تتحقق الأن مثل قانون محاسبة سوريا والذي إن تم واعتقد أنه سيتم وستكون نتيجته حصاراً اقتصادياً( ). لأن الحرب خيار مستبعد حالياً، وعلى الأرجح أن تقوم أمريكا الدولة المحكومة يهودياً بتطبيق ذلك القرار وحدها بعدما تبين للعالم أن الحرب الأمريكية البريطانية، أو ما يسمى بالأنجلوأمريكية على العراق كانت تقوم على أساس ذرائع وحجج واهية وغير صحيحة، مثل أسلحة الدمار الشامل التي تمت الحرب على أساس وجودها في العراق، والذي اتضح للعالم زيفها وبطلأنها وعدم وجودها في الأصل، وإذا تم التصريح عن وجودها في المستقبل فلن يكون ذلك إلا حجه باطلة لتسويغ الحرب على العراق، ومحاوله أمريكية للخروج من المآزق الكثيرة التي وضعت أمريكا نفسها فيها نتيجة التغرير اليهودي لها بهذا الغزو الظالم.

Pages