كتاب "العالم إلى أين؟!" للكاتب أبو عبيدة راتب عبدالرحيم حسن الزغلول، يناقش من خلاله أبو عبيدة التحولات التي من الممكن حسب رأيه أن تطرأ على العالم، ويتساءل من خلاله عن مصير العالم وإلى أين سيؤول بنا..
You are here
قراءة كتاب العالم إلى أين؟!
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 4
أجل إنها شعارات براقة ناعمة رقيقة وكثيرة، ومن أهمها حقوق الأنسان. كم أنت مسكين أيها الأنسان الضعيف في هذا الزمن، يطالبون لك في الحقوق، يركبون الدبابات ويبحثون لك عن حقوقك فلا تجزع وأنت تداس بجنازيرها وتحت نيران أسلحتها، ولا تجزع تحت قصف الطائرات وانفجار الصواريخ لأنهم يبحثون لك عن حقوق الأنسان.
تحت هذا الشعار البغيض في هذا الزمن المظلم وتحت شعار تحرير الشعوب تدمر بيوت المدنيين فوق رؤوسهم في فلسطين وفي العراق وفي أفغانستان، وتحت نفس الشعار تنتهك الحرمات وتسلط البنادق إلى رؤوس الأطفال والنساء والمسنين وقد يكون السبب في ذلك أنهم يبحثون عن حقوق الأنسان داخل جماجم أولئك الضعفاء !!!.
وتحت نفس الشعار تصادر الحريات، وتحت نفس الشعار تسلب خيرات الشعوب ومقدراتها ليسيطر القوي ويزداد قوة بينما الضعيف مسحوق تحت الأقدام فأي حقوق للأنسان بقيت؟.....
في الحقيقة هم يتحدثون عن حقوق الأنسان، ولكن ليس أي إنسان، إنما يتحدثون فقط عن حقوق الأنسان القوي القادر على بسط نفوذه ورأيه على الآخرين بالحديد والنار. أما الأنسان الضعيف فلا حقوق له بل عليه واجبات ومن أولى واجباته أنه لا يحق له أن يتحدث عن حقوقه لأنه لا حقوق له. إن الناظر إلى العالم في هذا الزمن يستطيع إدراك هذا الأمر بيسر وسهولة، فما يحدث في العراق دليل على حقوق الأنسان، وما يحدث في فلسطين دليل على حقوق الأنسان، وما يحدث في أفغانستان أيضاً دليل على حقوق الأنسان، وما سيحدث لسوريا وإيران ومصر وغيرها من الدول العربية والإسلامية بالذات في المستقبل أيضاً سوف يؤكد حقوق الأنسان القوي لا الضعيف فلك الله أيها الأنسان !!!.
إن حقوق الأنسان كثيرة بل كثيرة جداً وتكاد أن لا تنتهي ومنها أنه لا يحق لأي دوله عربية أو إسلامية في الشرق الأوسط بالذات امتلاك الأسلحة النووية أو الكيماوية ومن فعل ذلك أو حاول فمصيره سيكون كمصير النظام السابق في العراق، والحجة على ذلك أو الحجج على ذلك كثيرة بل وكثيرة جداً ومنها: إن النظام يقمع الشعب، وأن النظام يهدد الأمن والاستقرار في العالم (حيث أن الأمن والاستقرار في العالم مستتب استتباباً تاماً) وأن النظام يرتكب كل المحذورات لذلك يجب أن ينحى ذلك النظام عن الحكم بالقوة وبالحجج الباطلة، وقد كان ذلك في العراق عندما ادعت واشنطن وبريطانيا الحليف التابع وجود أسلحة دمار شامل في العراق وشنت الحرب على العراق بهذه الحجة ليكتشف العالم كذب هذا الادعاء والذي يعلم كذبه من ادعاه مسبقاً، وليكتشف العالم عدم وجود أسلحة دمار شامل ولكن لا بأس في ذلك فقد تم خلع النظام الحاكم في العراق وما دام القوي هو الذي أقدم على ذلك وهو أمريكا وحليفها التابع بريطانيا وبالتنسيق مع قبضتها القوية ويدها الطويلة إسرائيل فهذا أحد حقوق الأنسان القوي على الأنسان الضعيف!!!.
وما دام القوي والحاكم والمسيطر هو الذي فعل ذلك فلا بأس. لا بأس إذا استولى على حقول النفط العراقية وجيرها للشركات النفطية الأمريكية لأن الأنسان الضعيف لا يحق له أن يطالب بأن تكون مقدرات الأرض العراقية لآهل العراق!!!.
لا بأس في أن يجوع العراقي ويهدم بيته فوق رأسه ويوضع في المعتقلات ما دام الأمريكي يجني ثمرة ذلك. فهذا واحد من حقوق الأنسان.
أيضاً من حقوق الأنسان القوي أنه يحق له أن يسفك الدماء ويغتصب الأرض ويهدم بيوت الضعفاء ولا يحق للضعيف أن يحرك ساكناً.
أيضاً ما حدث في أفغانستان من تنحية لحركة طالبان عن الحكم وسفك دمائهم هو واحد من حقوق الأنسان لأن الضعيف لا يحق له أن يقول للقوي لا، ولا يحق له أن يطالب بتطبيق العدل وإذا حاول ذلك فإنه ينحى عن الحكم بالقوة ويعتقل جميع أفراده في معتقل (غوانتانامو) ويتم تعذيبهم ومعاملتهم معاملة أكثر إهانة من معاملة الحيوانات، والسبب في ذلك أنهم حاولوا الوقوف في وجه القوي ولأن لديهم مقدرات نفطية في بحر قزوين لا يمكن السيطرة عليها إلا بتنحي أولئك الأشخاص وقتلهم وتشريد من بقي منهم واعتقالهم.