كتاب "العالم إلى أين؟!" للكاتب أبو عبيدة راتب عبدالرحيم حسن الزغلول، يناقش من خلاله أبو عبيدة التحولات التي من الممكن حسب رأيه أن تطرأ على العالم، ويتساءل من خلاله عن مصير العالم وإلى أين سيؤول بنا..
You are here
قراءة كتاب العالم إلى أين؟!
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 7
من هنا فإنني أوجه ندائي ونصيحتي إلى الناس وبالذات إلى أهلنا في العراق وأقول لهم: احذروا ذلك الكنز اللعين لأن بوادره قـد أصبحت واضحة جلية لا تخفى إلا على كفيف، ولا أرى الأمر إلا قد أقبل، فنحن قادمون على أيام سوداء مظلمة لا يستطيع الأنسان فيها أن يرى أطراف بنانه، فالحذر كل الحذر، وليشعل كل واحد منا فتيل الإيمان في قلبه ليستطيع أن يرى طريقه في خضم عتمة الليل البهيم في هذه الأيام وفي تلك الأيام القادمة القاتمة.
فها هي الفتنة الرابعة قد قطعت فينا شوطاً وربما لا يلاحظ الكثيرون ذلك، فها هي الفتنة قد ثارت في فلسطين منذ سنوات وها هي الأن تتردد في الشام وتغشى أرض العراق.
ترى ألا يملأ ذلها وخوفها كل بيت في فلسطين وكل بيت في العراق؟
أجل إخوتي فإن ذلك يحل الأن لأهلنا في فلسطين، ولأهلنا في العراق وقريباً في الشام ثم في مصر وبعدها في الجزيرة العربية. وهاهي الأمة تعرك فيها عرك الأديم دولة دولة وليس ذلك منا ببعيد بل هو أقرب إلى العين من الحاجب وأقرب للغروب من الليل، وها هو البلاء قد اشتد ولا أقول قد بدأ لأنه بدأ مع بدء الأنتفاضة المباركة في فلسطين عندما أدرك بنو يهود إخوان القردة والخنازير أنه ليس من السهل عليهم أن يركعوا هذه الأمة ويدنسوا مقدساتها إيذاناً في هدمها لبناء الهيكل المزعوم.
وعندما علموا أنه ليس من السهل عليهم أن يغيـروا مبـادئ هذه الأمة ويكسروا شوكتها كما يحلوا لهم. وعندما أدركوا أن هذه الأمة ما زالت حية ولم تمت بالرغم مما فعلوه خلال الأعوام الخمسين الماضية لأنهم أدركوا أنه لا يزال في هذه الأمة رجال لا يخافون في الله لومة لائم ولأنهم أدركوا أنه لا يزال في هذه الأمة خنساوات وخوالد لا يخشون إلا الله.
وهاهم الأن قد بدأوا بتشديد قبضتهم ليضربوا بكل ما أوتوا من قوه ليس في فلسطين وحسب بل في كل قطر عربي وإسلامي وفي كل مكان ترتفع فيه راية التوحيد. فقاموا برسم الخطط ووضع الطرق التي سوف ينفذون بها تلك الخطط الإجرامية الجهنمية. فهم الأن يريدون أن يضربوا ضربتهم القوية ويفرضوا سيطرتهم على الأمة العربية والإسلامية، وهم الأن قد بدأوا بالفعل بتطبيق وترسيخ حدود دولتهم المزعومة التي أرادوها منذ زمن بعيد وهي، ما بين الفرات والنيل. فقد بدأوا بمحالة السيطرة الاقتصادية على هذه المنطقة والأن يريدون بالفعل أن تتحول هذه السيطرة من اقتصادية إلى فعلية على جميع هذه المنطقة.
مخطئ بل ومخطئ جداً من يظن أن بيد أمريكا السيطرة على اليهود أو أن أمريكا النصرانية هي الدولة العظمى وأنها تستطيع أن تقول لإسرائيل افعلي أو لا تفعلي.
أحبتي الكرام: هذه ليست هي الحقيقة ولكنها الحقيقة معكوسة لأن المسيطر على أمريكا هم اليهود وهم وحدهم الذين يستطيعون أن يقولوا لأمريكا افعلي أو لا تفعلي لذلك يجب أن لا يظن أحد أن أمريكا هي الدولة العظمى المسيطرة فلا تغرنا الأسماء والمسميات والظاهر فإن كانت أمريكا هي الدولة العظمى التي تفرض سيطرتها فعلينا أن نعلم أن الأمريكيين أنفسهم لا قدرة لهم على فعل شيء وإنما القوة والفعل هو بيد اللوبي الصهيوني الذي يسيطر سيطرة تامة على هذه الدولة ويملي عليها ما يريد، وما يحدث في العالم الأن يدار بيد يهودية بحته وليس بيد أمريكية، وحتى رئاسة أمريكا نفسها لا تتم إلا بموافقة وتأييد يهودي كامل وكذلك هو الأمر بالنسبة للكونغرس الأمريكي فهو كونغرس يهودي أمريكي وليس نصرانياً أمريكياً وقراراته جميعها تصب 100% في مصلحة اليهود. أما آن لنا نحن العرب أن ندرك ذلك؟ إن ذلك الأمر لا يحتاج إلى تحليل سياسي ولا يحتاج إلى دراسة وبحث لإثباته لأن ما يجري في العالم ومـا يتخذ من قرارات أمريكية هو 100% لصالح اليهود، فهل السبب في ذلك لأن لأمريكا مصالح مع إسرائيل؟ وهل هو من أجل عيون بنات أورشليم فقط؟ الحقيقة الواضحة وضوح الشمس في وسط النهار أن اليهود هم الذين يسيطرون سيطرة تامة على هذه الدولة، وأكبر دليل على ذلك هو ما نسميه بالسياسية الأمريكية المنحازة لإسرائيل، ونحن نخطئ أيضاً في صياغة هذه الجملة لأن الصواب في صياغتها هو السياسية اليهودية في أمريكا المنحازة لإسرائيل. وإذا كان الأمر كذلك فهل نظن أن يتم تطبيق قرار لصالح العرب والمسلمين ضد إسرائيل؟ يكفينا في ذلك أن نلاحظ حق النقض (الفيتو).