رواية "عروس المطر" للكاتبة الكويتية بثينة العيسى الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات عام 2006، نقرأ منها:
·· فقد كبرتُ·
You are here
قراءة كتاب عروس المطر
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية

عروس المطر
الصفحة رقم: 5
3
عندما أغسل وجهي لا أنظر في المرآة، أعرفُ·· كم أنا صفراء! أتركه/رأسي متدليًا أسفل الصنبور، أدعكه و··
شيءٌ ما ينبغي أن يتغيّر في حياتي، شيءٌ ما ·· ذقني مثلاً ·· أو ··
- شتسوين ؟
إنه يتبعني ، يتبعني مثل طفلي!
- يا أخي ما في شوية خصوصية بهالبيت ؟
- أسّوم خليني أغسل لك شعرك !
·· ويحبني مثل أمّي !
- تعال··
لماذا هو سعيدٌ دائمًا؟ سعيد لدرجة الإزعاج! حتى الطريقة التي يمسك بها بعلبة الشامبو، يضغطها، الطريقة التي يتأمل بها السائل الشاحب الكثيف يتجمّعُ في راحتيه، الطريقة التي يدعك بها شعري، الطريقة التي ·· تفوحُ بفرحٍ غريب، غير مبرر، فرح شاذ، وكأنه كفّ منذ مدة عن أن يكون بشرًا !
- أسوّم شعرك طال·
- بقصّه ·
- لا·· لا خلّيه، حلو!
- مالي خلق أمشطه·
- خليه، أنا أمشطه بس خلّيه ·
·· وعلى الرغم من أننا بالكاد نفترق، إلا أنه غالبًا ما يبحث عن أي فرصة، أي احتمالٍ لفرصة، أي بذرة لفرصة، أي شبح لفرصة، لنكون معًا، وكأننا لا نفعل ذلك طوال الوقت، وكأنه لم يسأم وجهي أبدًا، وكأني لم أكره وجهي قط·
·· يقول بأننا لفرط ما نتقابل لم يعد يلحظ بعضنا بعضًا، يقول بأننا لم نعد نحسّ بنا أحياء، وأتثاءبُ·· لأنني أتحوّل في كل لحظةٍ إلى شيء، أطرافي تصدأ، عظامي تتصلّب، ملمس جلدي يشبه ملمس سلحفاة، ولأنني لا أحب أن أمشط شعري فأنا أقصه كلما لامس أذنيّ، إنني أنمسخُ، وينبغي أن يتغيّر شيءٌ في حياتي·· ذقني مثلاً، أو ··