رواية "عروس المطر" للكاتبة الكويتية بثينة العيسى الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات عام 2006، نقرأ منها:
·· فقد كبرتُ·
You are here
قراءة كتاب عروس المطر
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية

عروس المطر
الصفحة رقم: 6
لو كان لي اسم جميل / وجهٌ جميل··
- أسامة إنت شسالفتك اليوم؟
- حطيني مكان أبله حصة·
- أسّوم قفّل الموضوع وإنساه خلاص·
يلف شعري بالمنشفة، يلفه بسهولة وكأنه يفعل ذلك طوال الوقت، أنا أمام المرآة·· وأكرهني، الأعين الجاحظة، أكرهني! ويبدو هو - إلى جانبي - فارعًا مثل نخلة، وأكثر، لاسيما مع انعكاس الضوء الباهت على عينيه واشيا بالخضرة الحية الحيية، إنه لا يتألق بقدر ما يتألق لحظة يقفُ إلى جانبي، وكأنني لا أنفع في هذه اللوحة إلا لأشير إلى بهائه من خلال دمامتي، من خلال محدوديتي، هذا الشقيق النقيض ·· هذا الـ ··
أيّنا ينقضُ أيّنا؟
- وإذا ما وافَقَت ·· ؟
- أفكّر !
كان عليّ أن أمنحه أملاً كي يصمت، أريد أن يصمت، وهذا الفرح المشبوه الذي يحيط به على الدوام، الفرح البغيض، الفرح البذيء، الفرح القذر! ينبغي أن يتوقف كل شيء الآن، على الأقل ريثما ألتقط أنفاسي فيما هو يرتع ويلعب ويبحث عن طريق جديد لللذة، وكأنه لم يخرج من البطن ذاتها التي خرجت منها أنا، وينتمي إلى الكيمياء والآباء والمكان والوقت والجينات والغثاء ذاتها ·· وكأنه كذبةٌ أو ما شابه، أريدُ لكل شيءٍ فيه أن يصمت، أن ينتهي ويتقوّض ويتوقف عن تحويل حياتي - بسعادته الوقحة - إلى جحيمٍ غير مبرّر·
- يا حبي لك أسومة !
جحيمٌ غير مبرر!
لفرط ما هو مكتمل، لفرط ما يجسد - بعفوية - النقيض التام مني: حاجبٌ أزجّ، وبشرة دسمة بيضاء، وقامة شامخة·· دائمًا ما يرتدي بنطلون جينز وبلوزة زرقاء، يفعل بعفوية كل الأشياء التي تفاقم سماويّته، وتضاعف انحطاطي، لاسيما وأن ملابسي تستبسل في الإخلاص للرماديّ بكل درجاته، إنه - ببساطة - ضدّي، ضدي المسالم الذي يمثل كل ما أريد أن أكونه ولم أكنه، وكأننا عندما تكدّسنا - أنا وهو - في بطنٍ واحدة، نال هو كل الحظ الذي خُصّص لنا، وترك لي خيارات محدودة جدًا، لأجيء أنا، كما أنا، مجرد أنا·· فتاةٌ بلا امتيازات، وبذقنٍ مدقوقة·