كتاب "متفق عليه" للكاتب الفلسطيني إبراهيم جابر إ[راهيم، الصارد عن المؤسسة العربية للدرسات والنشر عام 2002، نقرأ منه أجوائه:
تشيحُ العتبة بوجهها· كل آخر ليل، حين أعود اليها·· بدونك· وأرمي في حِجرها الخيبة الواضحة·
You are here
قراءة كتاب متفق عليه
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية

متفق عليه
الصفحة رقم: 8
كل هذا من تعب الأسئلة !!
في الشوارع، الشوارع التي من خَطونا، واصطخاب السؤالِ في اقدامنا،···كم اهرقنا من الاجابات الممكنة !
هل حقاً كان بوسعنا ان نجعل خطوتنا أخيرةً، وكاملةً، وبوسع هذا البلد ؟؟
كم هي واسعةٌ خُطانا، وحزينٌ الممكنُ الصاخبُ في أقدامنا···
هل بوسع عمان، المشرعة لكل هذا الهدوء الرتيب ان تحتمل تردد اطراف فستانك بالياسمين ؟!
هل بوسع الياسمين ان لا ينفعل·· وهو مرآة السيقان الباذخة، الوضيئة ؟!
في الحدائق التي زرتها مثل الغيمة، والتي احرقتها للتوّ غيرةُ الفراشات، أينع بزهوٍ لافتٍ سؤال : من هذه السيّدة ؟!!
أنا أسألك : من انتِ أيّتها السيدة التي أحرقت سنواتي الثلاثين مثل الخشب،··· فانطلقتُ مزهواً باشتعالي، وبحرائقي ؟!
في الأماكن التي داهمنا فيها الوجد، كنا نخبىءُ بقايا القُبلات على أصابعنا···
صرتُ أخبىءُ أصابعي من النهار، أي رجلٍ يمشي واصابعه تقطُر عَسلاً وآثارَ حبق ؟!
هل لشفتيك كل هذا الشبق المنثور على قميصي ؟!
إنها عمان، كلها تراقبني في ركضي اليكِ، وكلها تغارُ من الشارعِ الوحيد المتواطىء مع اضطجاعتنا على رصيفه الوثير !
الى اي رصيفٍ سنذهب ؟
وعلى أي سريرٍ- آخرَ الأمر- سننام ؟
بأي شجرةٍ نستظلُّ يوم الشجرات تتسابقُ لتفرد ظِلّها تحت إبطك ؟
أي شجرات ٍبلهاء !
لا تدركُ ان حُبَّكِ وَسِعَ حُبُّه كلَّ الخطوات المثقلة إذ فاءت للبكاء !!
وأنا مُمدَّدٌ بين الفضيحةِ و···الفضيحة !
أي دويٍّ لسقوطي عن درجٍ يوصلُ آخرَ العُشب إلى عَتبةٍ ضَلَّلتها قدماكِ ؟
وأي انكسارٍ إذ أهوي الى الدرج وأنتِ تُلملمين ما تبقى من خُطاكِ؟!
عن أيِّ اقتدارٍ أبحثُ، والى أيِّ آخِرٍ أسعى، وأنا أرقى ما تبقى من دَرَجي إليكِ··· ؟
ما الذي يُؤرقني من آخِر الأمرِ اذا كنتُ منذُ بِدْئهِ اُحبك ؟!!
···والى آخِرِهْ !