كتاب "متفق عليه" للكاتب الفلسطيني إبراهيم جابر إ[راهيم، الصارد عن المؤسسة العربية للدرسات والنشر عام 2002، نقرأ منه أجوائه:
تشيحُ العتبة بوجهها· كل آخر ليل، حين أعود اليها·· بدونك· وأرمي في حِجرها الخيبة الواضحة·
You are here
قراءة كتاب متفق عليه
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية

متفق عليه
الصفحة رقم: 9
··وقت !
هل تعرفين ؟
أتفقدُ جيوبي، صرتُ كل صباح، أبحثُ عن فُتات وردةٍ، أو قُبلةٍ عَلِقَتْ بالقميص !
أُصيب الوقتُ بالغُصّة، وصارت الشمس تمكثُ النهار من باب تقديم الواجب !
أُرسل كفي من أول الأرض إلى أجملها، تتحسْس ُّ ماءَك الملفّع بالشوق المبحوح···
وتزيل غباراً، رتبّته الأقدارُ السيئة، بعناية، على افريز النافذة المغلقة·
هل تعرفين ؟ ظمئتُ ليومٍ نفتتحه بقهوةٍ في السرير، ونوقّع ذيله بقهوة النعاس·
سأحبك اكثر !··· أقول لنفسي في كل مرّة، لكنني أتلهّى بالقهوة الباردة·
سأشربها لحظةَ وصولها في المرة القادمة، لكنني( في المرة القادمة) أضحك ُ من سذاجةِ قهوةٍ تختارُ أوقاتها غير المناسبة··دائماً·
هل تعرفين افتقدُ الآن تلك الطاولة : لم تتدخل بكلمةٍِ واحدةٍ طيلة علاقتنا !
لكنها··على الأقل·· تجلس ُ بيننا·
كنت اضبطُ يومي على ايقاع النافذة المجاورة لِكَتِفيْنا !
هاهي الشمسُ تندلقُ على الزجاج، الستائرُ تُغطي وجهَها بيديها، تبردُ قليلاً، الشمس ُتعود تندفع جيداً في(عبّ) الأفق !
وأنا··· أضبط ُالحياة··على ايقاع نافذةٍ لم تنفتح جيداً، لم تنغلق تماماً، لم تدفع الهواء البارد بما يكفي، ولم تتخذ موقفاً صارماً من الهواءالساخن اكثر مما يجب !
هل تعرفين ؟ يتراكم الوقتُ الآن على طاولتي، ماذا أفعلُ به ؟ نهاراتٌ كثيرةٌ أعدتُها للوقت دون ان أستعملها !
وليالٍ كثيرة خبأتُها، قد تنفع ذا عُمرٍ نُرتّبه···
ونحن نضبط الأ··· لم نضبط ْشيئاً، هل تعرفين ؟ كُنا نجلس حول الطاولة امتثالاً لوجودها هناك، وبجانب النافذة التي قررتْ قبلنا أن تتكىء على ذلك الجدار، وفي الفكرةِ التي قادتنا من يدينا إليها·· وعلى الكرسيّينْ المرتبينْ لنا فقط !
هل كنتُ أضبط الحياة··أم أنقادُ لتوقيتها الجائر ؟
أتعرفين ؟ صرتُ أحبها، تلك النافذة !
قد يكون الهواء بارداً اكثر مما يحتمل زجاجها·· وطرفُ أذني، لكنني لا أقُايضها بألفِ ساعةٍ مُذهّبة !
أتعرفين ؟ سأبقى أضبطُ العمر على لفحِ الهواء البارد·