You are here

قراءة كتاب حكمة الكذب

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
حكمة الكذب

حكمة الكذب

هذا الكتاب، (حكمة الكذب) للكاتب صولخان سابا أوربيلياني، الذي نقدم ترجمته للقارئ العربي هو واحد من سلسلة الأعمال الأدبية النثرية والشعرية التي بدأ برعايتها فقيد الأدب الجورجي المرحوم ليوان صاغارادزة، السوري، جورجي الأصل الذي رعى ترجمة وإصدار رأس السلسلة (ملح

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 2
لكن الملك فاختانك السادس نُفي إلى كيرمان عام 1713 لأنه رفض أمر شاه إيران القاضي بأن يعتنق الجورجيّون الدين الإسلامي. فكلّف فاختانك السادس صولخان بمهمة سريّة حملها الأخير على الفور وغادر جورجيا بصحبة المُبشر الفرنسي جان ريشار سرّاً إلى فرنسا عن طريق القسطنطينية، ليقدم رسالة من الملك فاختانك إلى لويس الرابع عشر تتعلّق بمستقبل جورجيا.
 
كان صولخان قد تزوج بدريجان باكرادوني وماتت في العام 1683 وهو في الخامسة والعشرين من العمر. فتزوج للمرة الثانية بتامار ابنة الأتابك (خالي باشا) ولكنها ماتت هي الأخرى في العام 1712. وكان في 18 آذار 1698 ـ وفي حياة زوجته الثانية ـ قد دخل الدير راهباً وهو يقترب من الأربعين من العمر، والتحق بدير جان بابتيست في صحراء دافيد غاريجي في المنطقة الشرقية من جورجيا، واتخذ لنفسه اسم (سابا).
 
يقع هذا الدير قريباً من إقطاعيات الداغستان، لذلك كان يتعرض باستمرار لغارات مسلحة من أتباع الإقطاعيين الداغستان، هذا إضافةً إلى قسوة العيش هناك، فالطبيعة قاسية جداً، حارّة صيفاً وباردة شتاءً، إلى جانب الأفاعي الكثيرة التي تُهدد الناس على الدوام. حتّى ظنّ أنه لن يعيش طويلاً في المنطقة لذلك راح يُراسل أصحابه ويؤكد لهم وجوده على قيد الحياة يوماً بعد يوم، فيقول لهم ها أنذا على قيد الحياة بعد مرور يوم، ثم بدأ يقول: ها قد مضى أسبوع ثم شهر ثم سنة ولم يأته الموت من تلك الظروف القاسية بل بدأ يُهدده من داخله. إذ انتابته الأمراض في الكبد والدماغ والشرايين، فيكتب قائلاً إنّ ملاك الموت يحوم حولي، وإنّ ثيابي التي اشتريتها ستصبح هباء.
 
وها هو المسيح الذي افتداك بموته واشتراك يُريد أن يهبك إلى الحياة الأبدية. أمّا الثياب التي اشتريتها فلقد دفعت قيمتها لقاء روحك التي اشتراها منك المسيح.
 
في الخامسة والخمسين من العمر توجّه صولخان سابا أوربيلياني في مسوح راهب كاثوليكي من أتباع بابتيست إلى الغرب هادفاً إلى حمل ملك فرنسا وبابا روما كليمان الحادي عشر على الاهتمام بقضايا جورجيا، فيطلب من الأول دفع مبلغ /300000 / قطعة ذهبية إلى الشاه لتحرير فاختانك، وليطلب من الثاني بعثات تبشيرية جديدة إلى جورجيا، بغية نشر المذهب الكاثوليكي فيها وليعمل في الوقت نفسه إلى شدّ اهتمام فرنسا مع الشرق. وعُقِدَتْ اتفاقيات مبدئية حول هذا الموضوع وحول إقامة جبهة تواجه الضغط الإسلامي، وتتألف من دول أوروبية مختلفة.
 
اهتم لويس الرابع عشر في فرساي بالسفير الجورجي سابا الذي قال:
 
أيّها الملك العظيم أنت قادر على تقديم المساعدة لحماية دين المسيح حتّى في الأصقاع البعيدة كبلادنا.
 
وما كادت تتم المجاملات الدبلوماسية بعد شفاء الملك لويس الرابع عشر من مرض ألمَّ به بسبب الشيخوخة حتّى قال وهو يُقارب السبعين:
 
ــ ليس سهلاً على المرء أن يتخطّى الستين.
 
فردَّ عليه سابا:
 
ــ مولاي، لقد وصلت جلالتكم إلى هذه السن بنعمة كبيرة يحسده عليها الكثير.
 
وانتشرت الكلمة في ردهات قصر فرساي.

Pages