هذا الكتاب، (حكمة الكذب) للكاتب صولخان سابا أوربيلياني، الذي نقدم ترجمته للقارئ العربي هو واحد من سلسلة الأعمال الأدبية النثرية والشعرية التي بدأ برعايتها فقيد الأدب الجورجي المرحوم ليوان صاغارادزة، السوري، جورجي الأصل الذي رعى ترجمة وإصدار رأس السلسلة (ملح
You are here
Books by Subject
Best Views
Newest
قراءة كتاب حكمة الكذب
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 9
جوّع نملة مدة اثني عشر يوماً تحت كوب من الزجاج. ثمّ اتركها تخرج، فإذا لم تتمكن من حمل أربعة أضعاف وزنها فهي إذن ضعيفة، وأكون أنا مُخطئاً، وإلاّ، فعلامَ تلومني؟
والحقيقة هي ما قال، فالحمار والكلب والنملة تتصرّف تماماً كما ذُكر. وأثلجت أقوال الوزير ومستقبل الطفل صدر الملك وسرَّتْهُ.
في إحدى الليالي رأى الملك في منامه شاباً جميلاً مورّد الخدين ممشوق القد، شبيهاً بالأسد بشجاعته وعنفوانه. يُحيط بوجهه زغب ناعم يُجمِّلُهُ. وقال للملك:
ـ كتَبَ الله العمر الطويل لولدك، فإن لم تتركه لرعايتي، ستندم، ولن تجد مؤدباً له غيري. مَنْ يبحث عنّي يجدني. وإن لم تفعل ما أقوله لك فستندم كثيراً.
وأضاف بعدما وضع صورته في حُجرْ الملك:
ــ ابحَثْ عنّي، أنصحك.
وغاب. واستيقظ الملك، ووجد الصورة بين يديه، لكنّه لم يجد أحداً بالقرب منه. فلمّا لم يجد الشاب حزن كما لو أنه فقد ابنه، واكتأب، فدخل عليه الوزير ووجده مُمدداً في سريره حزيناً فقال:
ــ مولاي منذ أن نِلْتُ شرف العيش في ظل عظمتك لم أرك أبداً حزيناً في مثل هذا الحزن. أبعد الله عنك الأمراض.
أجاب الملك:
ـ أنا لست مريضاً. لقد رأيت حُلُماً، وهذا ما يُقلقني.
وقبل أن يسأله الوزير عن حُلمه روى له الحكاية التالية: