رواية "أزهى ايام العمر" للاديب موسى فهد شنك، عالج فيها موضوعات تهم افراد المجتمع، وخاصة الشباب باسلوب فني مشوق، الرواية صدرت عن دار المأمون للنشر والتوزيع، بقراءة الرواية يتذوق القارئ طعم التفاؤل من لهفة بنت السابعة عشرة، التي تدفعها الرغبة لتحقيق امانيها ا
You are here
قراءة كتاب أزهى أيام العمر
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 5
فكأن الكلمات ليس لها معانٍ واضحة في قواميس اللغة، أو كأنني لم اسمع بهذه المادة من قبل.
أو قل إن شئت إنها الطلاسم، التي يستعملها المشعوذون بسحرهم، قفزت من قمقمها وسكنت رأسي بدون استئذان.
هذه الأفكار التي أحاول الهرب منها، تصارعني بعنف، وتسد أمامي جميع المنافذ، وتصر على شل إرادتي، فيشغلني الخوف منها عن التصدي لنتائجها، وتمنعني عتمتها من الاستعانة بشفافية الأشياء الملموسة، التي تحيط بحياتي...
بودي لو استنزفت الوقت وضحيت براحتي، كي أدرك لماذا يستعصي علي الفهم؟ لا أحب الوقوف معقودة اللسان أمام مشكلة تفاصيلها عالقة بين أسطر الكتب.
تعلمت من أسرار الحياة حقائق ربما انكشفت أمام غيري بصور مختلفة، ولكنها تحمل نفس المعني لأن السر ما زال كائن في ممارستها، لذلك آمنت أن التحليق بين الحروف من أجمل الأوقات روعة، وأكثرها سعادةً.
لقد نجحت في إقامة علاقة جميلة مع الكتب، لأنها تعطيني من متعة المعرفة شغفاً لا يضاهيه شيء إلا حبي لوالدتي والإسترخاء في حديقة المنزل ليلاً والسفر في أجواء سماء عمان حيث تبدو روعة جمال المدينة، كأنها عروس في ليلة زفافها.
ورغم مرور الوقت، فإنني ما زلت أجلس الى مكتبي، أمعن النظر في صفحات هذا الكتاب وقد أذهلني عمق معانه، تائهة بين سطوره، دون أن أجد وسيلة ترحل بفكري بعيداً عنه، فلم يسبق أن اعترضني موضوع كان البحث فيه، مدعاة لانشغال الذهن أو تشتيت الفكر مثل هذه الحالة الطارئة، التي تتحدى إرادتي، فتخلق في داخلي رغبة لتمزيق هذا الكتاب، والإنتقام من جميع محاضرات هذه المادة التي لم يرسخ بأذهاني منهام معلومة تذكرني بعنوان هذا الكتاب.
كان يشغلني قرب الإمتحان، فبدا علي الإهمال في بعض الأمور الحياتية، وكسا وجهي لون شاحب... وقد كنت قبل هذا اليوم لا أرهب الإمتحان لأن النتيجة مرهونة بالسهر الطويل وبالجهد المبذول...
كيف مرت تلك السنوات إذاً؟
فأنا كغيري من طلاب الجامعة. لا أنكر أن استيعاب بعض المواد، مرهون باسلوب المحاضر. ولا يغيب عن البال، أن المحاضر نفسه، في كثير من ألأحيان يدخل قلوبنا قبل أن تدرك عقولنا مفاهيم مادته...لذى فإن مجال البحث عن الأعذار أمر مرفوض.
فماذا أكتب في كراسةالإجابة يوم الامتحان؟
وهل تكون إجابتي «إنني لا أذكر شيئاً من المحاضرات».
أو أقول: لقد شت مني الفكر وانشغل بفستان هديل، أو فُتن بتسريحة علياء؟
وهل أجرؤ على تقديم الكراسة بيضاء خاليةً من كل سوء...؟!
رُحماك يا إلهي، فلا تجعل الفشل من نصيبي، فما تذوقت طعمه في حياتي أبداً، وليس في داخلي رغبة للتعرف عليه، بل إنني أمتلؤ رغبةً في النجاح، وترتسم أمامي أمالٌ عريضة في مستقبلٍ باهر...وما زلت متحديةً رغبة والدتي، عندما أحبت أن أكون زوجة في بيت من طرق الباب ذات يوم.
إنني ما زلت أذكر ذلك اليوم الذي وطأت أقدامي أعتاب الجامعة، كنت يومها أحمل في رأسي أفكاراً ومفاهيم تحتاج لجهدٍ كبير كي تتحقق. كنت يوم ذاك، على درجة من التصميم، يصعب معها أن تهن العزيمة، أو أن تسمح بأن يتلاشى أملي الكبير، في تحقيق الأهداف، التي عشت فترة من الزمن أُمني النفس بتحقيقها...
لا شك أن عدم تحقيق الأماني شيء يحطم النفوس، ويجعل الإنسان يعيش على ركام تلك الأماني التي تحلم بها فتاة التاسعة عشر. لقد زلزلني رفض والدتي متابعة الدراسة الجامعية عند ما ظهرت نتائج امتحانات الثانوية العامة، ولكنني تغلبت على رفضها...
وما زلت حتى اليوم أتساءل كيف حدث ذلك؟
لا أقول بأنني تغلبت على رأي والدتي. ولكن دعني أقول بأنني تخطيت عقبة جعلت من ظلام مشكلتي اشعاعاً ضعيفاً من نور يبدد بعضاً من بقايا الظلام
إذ إن والدتي صاحبة موقف لا يتبدل، ورأيٍ لا يقبل الجدل... فهل يكون من السهل علي أن أعيش حياة لا معنى لها ولا هدف أسعى لتحقيقه؟