رواية "أزهى ايام العمر" للاديب موسى فهد شنك، عالج فيها موضوعات تهم افراد المجتمع، وخاصة الشباب باسلوب فني مشوق، الرواية صدرت عن دار المأمون للنشر والتوزيع، بقراءة الرواية يتذوق القارئ طعم التفاؤل من لهفة بنت السابعة عشرة، التي تدفعها الرغبة لتحقيق امانيها ا
You are here
قراءة كتاب أزهى أيام العمر
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 6
وهل أمضي بقية حياتي رهينة البيت، يقتلني الملل بانتظار العريس؟
لن يحدث هذا الأمر. فأنا أريد أن أحقق الأماني التي تحتشد في أفق خيالي، وأرسم حياتي بإرادتي. أريد أن أحصل على شهادة جامعية، بل أريد أن أدرس الطب، وان أقرأ الشعر، وربما تعلمت الموسيقى والرقص، اسوة ببنات جنسي... وأريد أن أسافر، وأريد أن أمارس حياتي كما أشاء، وأريد...
قائمة من الرغبات لا تعد ولا تحصى. ولكنني الآن أصر على أن لا أنفذ أوامر تجعل مني زوجة تدفن عمرها بين المطبخ وتربية الأطفال، وإن كان هذا الأمر لا بد منه، فليبدأ تنفيذه في وقت متأخر بعض الشيء.
أما قلت لوالدتي ذات مساء، عندما طلبت إلي مقابلة الضيوف، الذين حضروا لطلب يدي للزواج. أما قلت لها إنني لست مستعدة للزواج، فما زلت صغيرة يا أمي، فلا تتعجلي الآمر وأنا في هذه السن المبكرة.
أريد أن أكون أول طبيبة في العائلة فساعديني يا أمي. ولكنها أغمضت العين عما ترى وأصمت الأذن عما تسمع... وأصرت فكان لا بد من تجهيز نفسي لذلك الموقف الذي تتمناه كل فتاة وتترقب مقدمه بفارغ الصبر...
فقد جلست آنذك أمام المرآة، أُحدق بنفسي، أتصورها طبيبة كما أريد وأتمنى، ترتدي المريلة البيضاء، تحيط بعنقها السماعة الطبية، تخفف الآلام عن المرضى وتساهم في إنجازات إنسانية. وتارة أخرى، أراها عروساً ترتدي فستان الزفاف الأبيض ويطوق جيدها عقد جميل، يكون قيداً لها مدى الحياة... كما تريد أمي وترغب.
وبت أشعر بأنني أمام أمرين أحلاهما مر. تصميم أمي على تنفيذ رأيها، ورفضي فكرة الزواج وما يتبعه من مسؤوليات البيت من واجبات الزوج وتربية الأولاد والحياة الإجتماعية بما تحتوي عليه من عادات وتقاليد...
ولكن غضب أمي يسبب لي القلق والإضطراب ويشعرني بعدم الرضا. فلا شك أن غايتها سعادتي، وهذا شغلها الشاغل، فلا يجول في خاطرها سوى ما تحب لي من سعادة وهناء.
فهي تجود لأجلي بكل شيء عن طيب خاطر، وتضحي ولو كانت التضحية بأغلى الأثمان، إذ ليس للحياة عندها من قيمة إذا لم تكن وسائل العيش قائمة على العطاء والتضحية مثلها كغيرها من الأمهات...
لقد كرهت هذه المقارنة، ومللت هذه الأفكار، وأفزعني هذا التصور للحياة الزوجية... تعجبت من أمر والدتي في ذلك اليوم، فهل تريدني أن أباشر الامومة مبكراً بعض الشيء؟
أم تريدني حبيسة عش الزوجية في غير الأوان؟!
طلبت إليها أن تتريث قليلا، فلا زلت في سن لا تسمح لي بتحمل هذه المسؤليات ولا طاقة لي بالقيام بما يطلب إلي من واجبات في بيت جديد وفي ظل رجل غريب.
قالت: إن ذلك لا يحتاج لمدرسة، فالحياة...
قاطعتها قائلة: أعرف أن الحياة مدرسة، ولكن لا يكفي أن تكون مفاتن البنت، ونضوج أنوثتها، تأشيرة المرور لبيت العريس.
قالت: دعك من فلسفة الكتب.