كانت الترجمة وستظل إحدى العوامل الأساسية في نشر المناهج وفي زيادة الاحتكاك بينها، فالباحث ومهما كان عليما باللغات الأجنبية لا يمكنه الاستغناء عن الترجمة ولو من باب ربح الوقت أو الإطلاع على المصطلحات العلمية المتداولة في علم من العلوم.
You are here
قراءة كتاب التحليل السيميائي للنصوص
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية

التحليل السيميائي للنصوص
الصفحة رقم: 2
" الدراسةُ السِّيميائية للنَّصِّ السَّـردي"
المنطلقات النظرية
المدرسة اللسانية
اعتمدت السيميائية على النظريات التي سبقتها من أجل تحديد موضوعها ومنهجها وربما كانت للسانيات من أهم تلك النظريات التي أمدت السيميائية بالقواعد الرئيسية التي ارتكزت عليها. وأول ما يتبادر إل الذّهن عند الحديث عن اللسانيات هو العالم السويسري "فرديناند دو سوسير "FERDINAND de Saussure" ولد سوسير في جنيف عام 1857 من عائلة عريقة أعطت العديد من العلماء ودرّس في معهد الدروس العليا بباريس سنة 1881 ودام تعليمه 10 سنوات، نشر خلالها عدة مقالات في مجلة Société"Mémoire de La Linguistique عاد سوسير إلى جنيف سنة 1891 حيث مارس التعليم في جامعاتها إلى أن توفي سنة 1913.
اهتم كثيرا بقضايا اللغة فأعد سلسلة من المحاضرات في الألسنية العامة، كونت كتاب: "دروس في الألسنية العامة" Cours De Linguistique Générale الذي قام بجمع مواده بعد وفاته الألسنيان "بالي" و"سشهاي" اللّذين كانا من تلاميذه. ويعتبر سوسير أن الهدف الوحيد والأساسي في اللسانيات ينحصر في اللسانيات كواقع قائم بذاته ولذاته، فهو يؤكد على استقلاليتها بالنسبة إلى الأحداث التي تنتجها، أي أن موضوع اللسانيات هو اللغة أساسا وليس عمل اللغة أو تطورها فهو ينظر إليها كمنظومة من الأدلة المتواضع عليها لتأدية غرض معين هو التبليغ،.وهنا يعطي مثال لعبة الشطرنج إذ أن معرفة اللاعب بشروط اللعبة لا تزيد أو تنقص عندما يعلم مصدر الشطرنج أو يعلم بالتخصيص أنها أتت إلى أوربا من بلاد فارس أو أنها مصنوعة من معدن أو خشب أو غير ذلك. وهذا ما سماه غريماس بمبدأ المحايثة وكان من بين المبادئ التي ركز عليها عند دراسته للنص واللغة على العموم. ويهدف سوسير من هذا الحصر الدقيق لموضوع اللغة إلى إضفاء طابع العلمية على الدراسات اللسانية التي كانت في السابق مندمجة ضمن العلوم الفلسفية والابتعاد بذلك عن المعيارية والذاتية.كما نادى سوسير بالدراسة الموضوعية للّغة بمحاولته وضع إطار نظري للسانيات يظهر من خلاله طرق تحليل اللغة ومنهجيتها، فكما تقول آن إينو Anne hénault يتمثل هدف سوسير في وضع نظرية للسانيات تمكنها من الحصول على مكانة بين العلوم الأخرى وفي تجميع أطروحات اللسانيات ونتائجها في نظام آخر أكثر تجريد هو السيميولوجية التي نعتها بالنفسية والاجتماعية وجعلها من العلوم القابلة للتأطير داخل نظرية كالرياضيات.
كما أن الثنائيات الشهيرة التي جاء بها سوسير ساهمت كثيرا في إرساء القواعد الأولى للسيميائية وأحدثت بالفعل ثورة كبيرة في مجال البحث اللغوي ومن بين هذه المبادئ:
- اللغة والكلام .
- الدال والمدلول .
- القيمة و المدلولية .
- الصعيد النظمي و الصعيد الاستبدالي.