كانت الترجمة وستظل إحدى العوامل الأساسية في نشر المناهج وفي زيادة الاحتكاك بينها، فالباحث ومهما كان عليما باللغات الأجنبية لا يمكنه الاستغناء عن الترجمة ولو من باب ربح الوقت أو الإطلاع على المصطلحات العلمية المتداولة في علم من العلوم.
You are here
قراءة كتاب التحليل السيميائي للنصوص
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية

التحليل السيميائي للنصوص
الصفحة رقم: 8
3- توجد علاقة تجلي بين شكل المضمون وشكل التعبير
نجد في العادة بأن شكل التعبير يظهر شكل المضمون مثلما هو الحال في التحليل الشعري لكن يامسلاف يعطي مثالا آخر . عندما نقوم بذكر مكونات كلمة في الهاتف نقول مثلا ٠
(t ) مثل (table ) و(d ) مثل (drapeau ) في هذه الحالة نرى بأن شكل مضمون هذين اللفظين يظهر شكل( t ) و (d ).
نستنتج مما سبق إذن بأن هنالك علاقة نجلي في الحالات الثلاثة ويبدوا بأن مادة التعبير تظهر شكل التعبير و إذن مادة المضمون تظهر شكل المضمون.
وبهذا يرى يامسلاف بأن الشكل والمادة مترابطين ولا يمكن إظهار أحدهما دون الآخر وهما ينتميان إلى اللسانيات وفق المفهوم الذي يعطيه هو لهذا العلم إذ أنهما قابلين للتحليل.بما أنهما يحتويان على شكل وهما نتاج شبكة من العلاقات .إنما المعنى لا ينتمي إلى مجال اللسانيات لأنه غير قابل للتحليل وعلينا التطرق إلى معنى التعبير ومعنى المضمون بشكل مختلف .
وانطلاقا من هذا المبدأ عرفت الدراسات اللغوية (خاصة في مجال الصوتيات مدرسة كوبنهاجن وبراغ) تطورا كبيرا مقارنة بالدراسات الدلالية .فقد اعتبرت المعنى ظاهرة مجردة غير قابلة للتجريب والملاحظة أر اللمس . إذ يستحيل معالجتها علميا وبالتالي هي غير صالحة لأن تكون موضوع بحث دقيق .
لكن إشكالية المعنى بقـت مطروحة ولم تفض محاولات الدراسات اللسانية إلى تحديد دور المعنى في بناء النص ومدى تأثيره في طرق التحليل ويمكن أن نقول في نهاية كل هذه التساؤلات أن اللسانيات بكل مدارسها اعتبرت " اللغة" كنظام système" قبل كل شيء يعالج ويوصف على نحو شكلي. أي أن اللسانيات بإقصائها لدور المعنى في تحليل النص لم تقدم بديلا عنه وبقيت مشكلة المعنى معلّقة لتأتي مدارس أخرى وتيارات أخرى فتحاول إيجاد الوسيلة المناسبة لحصر دور المعنى في التتابع النصي.