* السواحل *

تتغير السواحل باستمرار لأنها دائماً تحت رحمة ظاهرة التآكل التي يسببها البحر بأمواجه وتياراته ومدّه وجزره. وواضح أن الصخور الصلبة كتلك المركبة من الغرانيت تقاوم الحت والتعرية والتآكل أكثر مما تفعل الصخور التي هي أكثر ليونه، فتظل لذلك صامدة مدة أطول. والأراضي الصلصالية والرملية التي هي أضعف بنية تتآكل بسرعة أكبر، ولكل هذه نجد أن ملامح السواحل دائمة التغيير.
كما أن البحر يفتت الصخور بمحض القوة التي تتكسر بها الأمواج على السواحل في أثناء العواصف الجبارة، كما يسبب تآكل الصخور إذ يقصفها بحبيبات الرمل الدقيقة أو بالحصى التي هي أكبر حجماً. وكثيراً ما تتشكل الكهوف والمغارات في الصخور اللينة ثم إذا بها تنهار تماماً كلما ازداد تأكل هذه الصخور. ويطلق اسم منفذ النسيم على الفتحة التي يحدثها البحر في قمة جرف فيفتحها على الكهف.
ويمكن أن يسبب البحر تجويفاً على هيئة قوس مركزية في الصخور اللينة محدثاً خليجاً صغيراً محمياً تحده رؤوس برية والألسنة من الصخور الصلبة.
تضرب الأمواج الشاطئ عادة بزاوية غير قائمة. وهي في اندفاعها نحو البر تحمل الحصى والرواسب وتلقى بها في اتجاه مائل على طول الساحل.
وحيثما التقى هذا التحرك بعقبة ما مثل لسان من البر أو بروز صخري أو مصب نهر، قد تتكدس الرمال على مسافة قصيرة من الساحل في صورة رصيف ضيق يسمى " الثُقلة" ويمكن رؤية الثقلات غالباً في صورة منحينات حول الخلجان. بل أنها في بعض الأحيان قد سد فتحة الخليج تماماً فتحوله إلى بحيرات ساحلية ضحلة.

* الأمواج *

تتسبب الأمواج السطحية عن هبوب الرياح فوق رقعة " مفتوحة " من الماء. وعندما تتجمع موجة ما فإن الماء لا يتحرك في اتجاه الريح يل يغور في مكانه ويرتفع وينخفض. والأمر هنا أشبه بحبل نربطه من أحد طرفيه ثم نهز طرفه الآخر إلى اعلى مرة وإلى أسفل مرة اخرى.

وعندما تصل الموجه إلى ماء ضحل تبطؤ حركة الجزء الأسفل منها، مما يسبب سقوط قمة الموجة وتكسرها. ومثل هذه الموجات نسميها المنكسرة. ويولع الناس في معظم بلاد العالم بهذا النوع من الموجات لأنها تضيف إثارة إلى رياضة الاستحمام في البحر والسباحة.
وتسمى قمة الموجة الهامة كما تسمى المسافة بين هامتين قرارة الموجة أو العوطب.
ويقوم العلماء بقياس ارتفاعات الموجات وأطوالها. ويقاس ارتفاع الموجة من قاع القرارة إلى طرف الهامة، أما طول الموجة فيقاس بالمسافة بين هامتين متواليتين.
ولقد وصل أعلى هامة موجة سجل في أعالي البحار المفتوحة إلى أربعة وثلاثين متراً.

* تيارات المحيط *

كل مياه المحيطات على أرضنا تتحرك، حتى تلك التي تقع في أعمق المناطق. وهذا التدفق الأفقي للماء يدعى تيارات المحيط. ومعظم التيارات التي تحدث عند السطح سببها الرياح التي تدفع الماء. وبما أن الأرض تدور على محور فإن التيارات لا تتبع في حركتها اتجاه الريح بالضبط ففي نصف الكرة الشمالي تنحرف التيارات بدرجة قليلة نحو اليمين، أما في نصف الكرة الجنوبي فتميل التيارات إلى اليسار.
وتسبب التيارات أيضاً عن اختلافات في درجة الحرارة بين جزء من المحيط وأجزاء أخرى. فالماء الأدفأ مما حوله يميل نحو الارتفاع، مسبباً تدفق تيار أبرد ليحل محله. وهذا يسبب دورة متتابعة.
وقد يتغير اتجاه تدق تيار مائي تغيراً جذرياً إذا لاقى كتلة كبيرة من الأرض. كما يجوز أيضاً أن يخضع التيار في اتجاهه لشكل قاع المحيط من تحته.