قراءة كتاب هبة الله

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
هبة الله

هبة الله

تأتي هذه الرواية (هبة الله) بعد روايتي الأولى (الزيت المبارك) والتي أخذت طريقها نحو المطبعة، راجياً أن يستمتع بهما القارئ، ويجد فيهما كل خير وفائدة ومنفعة، وأن يتركا بصمات وآثاراً واضحة على طريق الرواية الأصيلة، التي تستمد وجودها من الحق الباقي الذي قام علي

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 5
- " ولكن بعض الطلاب على مستوى عال من الشراسة والسوء , ولا ينفع معهم غير البطش "
فيرد هيثم باطمئنان :
- " الحكمة أن تضع الأمور في مواضعها , فالشرس يوقف عند حده , لكنه مع ذلك بحاجة لسماع الكلمة الحلوة الطيبة التي تخاطب المناطق المنيرة في قلبه , قال الله لموسى وهارون موصيا ً عند مقابلة فرعون الذي ادعى الإلوهية :
( فقولا له قولا ً لينا ً لعله يتذكر أو يخشى ) "
وفعلا ً ينصح هيثم طلابه مع النكتة البريئة والضحكة الهادئة قائلا ً:
- " بعد سنين قليلة ستظهرون في المجتمع على حقيقتكم , منكم الناجحون في أعمالهم الذين يبنون ويُصلحون من خلال وظائفهم وأعمالهم , ويعمرون بيوت الله وينشئون بيوتا ً إسلامية صالحة , ومنكم - والعياذ بالله - المجرمون من القتلة والسكارى واللصوص الذين يعيشون في بؤس وشقاء وخوف وسجن , ويكونون لعنة على مجتمعاتهم , وينتظرهم العذاب في الدنيا والقبر والآخرة , فاختر أي الطريقين .
فمن طلابي الذين قمت بتدريسهم قبل سنين قسم ناجحون صالحون , وقسم آخر أشقياء مجرمون خلف القضبان "
لكن الأستاذ هيثم يشعر أحيانا ً بصعوبة طريقته حيث يتمادى بعض الطلاب , ويستغلون المعاملة الطيبة , وينطلقون دون ضوابط , فيضطر لزيادة العيار والبطش بهم أو طردهم من الحصة , ويحسّ في بعض الأحيان باليأس وقلة الاستجابات ومن صعوبة التغيير وظهور الثمار , لكن يعود متذكرا ً أن أجره على الله وقد حصل , وأن النتائج قد تأتي متأخرة كثيرا ً بعد تخرّج الطالب من المدرسة ومعاركة الحياة , حيث في بعض المواقف الحياتية العاطفية التي تهزّ المشاعر تتحرك بذرة الخير القديمة في قلب الشاب الكبير , فتنمو وتثمر ويتحسّن السلوك ويصبح عنصرا ً منتجا ً صالحا ً على منهاج رب العالمين , دون أن يبرز اسم المزارع الذي نثر البذار منذ وقت بعيد .
وعند نهاية الدوام ينطلق الأستاذ هيثم على متن سيارته القديمة باتجاه البيت , وهو مكدود الجسم متعب الذهن من معاركة الصغار وتوجيههم , إلا أن سحبا ً من الفرح والسعادة تدخل إلى نفسه عند وصوله إلى البيت , ليلاقيه أطفاله الصغار في فرح صادق وشوق بريء , ليرتموا في أحضانه وليتعلقوا برقبته ، وهم يهتفون بصوت واحد :
- " بابا حبيبي ، عمري ، قلبي . بابا حبيبي , عمري , قلبي .............."
في هذا اليوم حصلت مع الأستاذ هيثم حادثة غيّرت نفسيته وقلبتها إلى خوف وحزن وترقب ،
هذه الحادثة حصلت مع الطالب عمار أثناء الحصة الخامسة في الصف السابع ، حيث قال الطالب فادي بأنه يستطيع مع ثلاثة من زملائه رفع زميلهم عمار المتمدّد على الأرض بأربعة أصابع كل واحد يضع إصبعه في طرف , على أن يقولوا أربع كلمات من بينها :
" شعر , شيطان , .... " .
أثارت الفكرة الأستاذ هيثم وأحب رؤية المشهد , وتمدد الطالب عمار على الأرض , ووضع كل طالب إصبعا ً تحت جسمه , وقال لهم المعلم بأنه سيقرأ آية الكرسي , حتى يطمئن أن الجو نظيف ولا أثر للسحر والشعوذة .
وفعلا ً أخذ الأستاذ بقراءة آية الكرسي , ونطق الطلاب بالكلمات الأربعة وارتفع عمار على أصابع الطلاب حوالي المتر والنصف إلا أنه سقط من ذلك العلو الشاهق على رأسه وظهره دون حراك غائبا ً عن الوعي .

Pages