You are here

قراءة كتاب نساء مؤمنات

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
نساء مؤمنات

نساء مؤمنات

كتاب "نساء مؤمنات"، للإمام يوسف القرضاوي، يقول في مقدمته: كتبت عن الإيمان والحياة ، وعن قضايا الإيمان الكبرى ، مثل قضية وجود الله جل جلاله ، وقضية التوحيد أساس الإيمان ولبه في الإسلام ، وقضية الإيمان بالقدر وغيرها .

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 9

عليّ يخطب فاطمة

كان للنبي عليه السلام أربع بنات كلهن من خديجة ، أكبرهن زينب ، ثم رقية ، ثم أم كلثوم ، ثم فاطمة .
أما زينب فتزوجها ابن خالتها أبو العاص بن الربيع ، وأمه هالة بنت خويلد .
وأما رقية وأم كلثوم تزوجتا من ابنى أبى لهب : عتبة وعُتيبة ، فلما نزلت سورة ضغط أبو لهب وامرأته على ابنيهما أن يُطلِّقا ابنتي محمد فطلَّقاهما ، وتزوجهما ذو النورين عثمان بن عفَّان واحدة بعد الأخرى .
وأما فاطمة فقد كانت أصغرهن ، ولم تبلغ مبلغ النساء إلا في المدينة ، وهناك أراد عليّ بن أبي طالب أن يتقدم إلى رسول الله لخطبتها ، فذهب إليه يُقّدِّم رجلاً ، ويُؤخِّر أخرى ، وتدفعه الرغبة والحب ، ويمنعه الحياء والفقر .
وها هو يحدثنا فيقول : أردتُ أن أخطب إلى رسول الله ابنته ـ والله ما لي شىء ـ ثم ذكرتُ صلته وعائدته ، فخطيتها إليه ، فقال : وهل عندكَ شىء ؟ فقلت : لا ، قال : فأين درعك الحطمية التي أعطيتك يوم كذا وكذا ؟ قلتُ : هي عندي ، قال : فأعطها إياها ، فكانت تلك الدرع مهر بنت رسول الله .
وبهذا ضرب الرسول مثلا للآباء في تزويج بناتهم أن يكونوا مُيَسِّرين لا مُعَسِّرين .
وضرب علىٌّ مثلاً للشباب المؤمن حين يقدم على الزواج ـ وإن لم يكن معه فضة ولا ذهب ـ معتمداً على معونة ربه ، وعزيمة قلبه ، وحقٌّ على الله أن يعين كل شاب يريد العفاف .
وضربت فاطمة مثلاً للفتاة المؤمنة التي يهمها من الرجل إيمانه وخُلقه ، لا درهمه وديناره ، يهمها ما يحمل بين جنبيه من نفس ، لا ما يحمل بين يديه من نفيس .
لقد أعلن النبي لأصحابه أن خير الصَداق أيسره ، وقال لباغي الزواج : التمس ولو خاتماً من حديد ، وحينما أخبره بعض الصحابة أنه تزوج المرأة على أربع أواق قال له متعجباً مستكثراً : كأنما تنحتون الفضة من عرض هذا الجبل !
تلك هي تعليماته النظرية ، وإرشاداته القولية ، وهو في زواج ابنته يضيف إلى القول الفعل ، وإلى التوجيه التنفيذ ، وما أحسن القول يزينه العمل ، وما أجمل النظرية يؤكدها التطبيق ، وما أروع التشريع يسنده التنفيذ ، وما أنفع التربية تقوم على الخُلق العملي ، والأُسوة الطيبة ! !

عرس نموذجى

عقد عليّ عَلَى فاطمة ، ولم يدخل بها إلا بعد أشهر ، وذلك بعد انتصار الإسلام في بدر ، وكأنما أراد رسول الله أن يتم الفرحة بنعمة الله عليه ، فبنى هو بعائشة ، وبنى علىّ بفاطمة .
أتدري ماذا كان جهاز فاطمة الزهراء ؟
كان جهازها خميلة ووسادة من أدم حشوها ليف ، ورحا وسقاء وجُرَّتين ، ذلك هو جهاز سيدة النساء ، وكريمة سيد الأنبياء ! !
أتدري كيف تم العرس ؟
يقول جابر بن عبد الله : حضرنا عرس عليّ ، فـمـا رأيتُ عرساً كان أحسن منه ، حشونا البيت طيبًا ، وأتينا بتمر وزبيب فأكلنا ، وكان فراشهما ليلة عرسهما إهاب كبش ! !
بهذه البساطة والتواضع تم هذا العرس المبارك ، كما تم من قبـل الزواج والمـهـر والجهاز بلا تعقيد ولا تعويق ، ولا شطط ولا إسراف .
وقال الرسول لعليّ في ليلة الزفاف : لا تُحدث شيئاً حتى آتيكما ، فذهب إليهما فدعا فاطمة ، فقامت إليه تعثر في ثوبها من الحياء ، فقال لها : إني لم آل أن أنكحك ـ أي أزوجك ـ أحب أهلي إليّ . ودعا بماء فتوضأ منه ، ثم نضح منه عليهما ، وقال : اللَّهم بارك عليهما وبارك فيهما ، وبارك لهما في نسلهما .
وتلقفت السماء الدعاء ، فبارك الله في نسل عليّ وفاطمة ، وانقطع نسل النبي عليه السلام إلا منها . . .

Pages