كتاب " الكرد والسياسة الخارجية الأمريكية " ، تأليف ماريانا خاروداكي ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2013 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
You are here
قراءة كتاب الكرد والسياسة الخارجية الأمريكية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
الكرد والسياسة الخارجية الأمريكية
وتتميز أعمال أكاديمية أخرى لمساهمتها إما على صعيد تنوع الأدوات المنهجية المستخدمة وتقديمها مواد أولية، وإما لأنها تستخدم طرقاً بديلة لمقاربة القضية الكردية. وفي المجموعتين الأوليين، يمكن للمرء تحديد عمل إدمون غريب(42) وغاريث ستانسفيلد(43) للمعلومات الأولية المستندة إلى مقابلات أجراها الكاتب الأول في العراق والثاني في المنطقة الكردية. ولبياناته الأولية، يقدّم كتاب سافاس كاليديريدس (1999) عن اعتقال عبد الله أوجلان رواية شاهد وكشوفاً(44). وينطبق الأمر نفسه على عمل أليزا ماركوس(45) الذي يعتبَر، على الرغم من نقاط ضعفه(46)، قيّماً للمقابلات التي أجراها الكاتب مع أعضاء سابقين في حزب العمال الكردستاني، فيما يعتبَر كتاب سامانثا باور(47) ربما أفضل دراسة تكشف موقع مجلس الشيوخ الأميركي إزاء الكرد في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات من القرن العشرين. وفي المجموعة الثالثة، تعتبَر التحليلات المتبعة في كتابات جيمس سيمنت(48) ونادر انتصار(49) ذات دلالة، ويصح ذلك أيضاً في كتب كريينبروك وسبيرل(50) وباركي وفولر(51).
وفي خصوص كرد تركيا، يبرز كتاب عمر تاسبينار عملاً ممتازاً(52)، فيما يعتبَر عمل لقمان محو ربما العمل الأول الذي يتعامل جدياً مع كرد لبنان(53). وعلى صعيد تأملاته الجديدة، قد يكون كتاب ميتين هيبر الكتاب الوحيد الذي يصف الموقف التركي الرسمي إزاء القضية الكردية التركية(54)، وعلى الرغم من أن مساهمة هاكان أوزوغلو أساساً مقاربة تاريخية، فهي أيضاً مفيدة جداً(55). ومن المطبوعات المميزة لمصادرها المفيدة عن السياسة الخارجية الأميركية عموماً وتلك المتعلقة بالشرق الأوسط خصوصاً، المطبوعات الخاصة بلاري إفرست(56) وآل تيشر(57). وفي خصوص فهم لمسائل السياسة الخارجية، مع تركيز على الولايات المتحدة، ثمة وفرة في الأعمال. وكانت كتابات جون دمبرل(58)، وغلين بي هاستيدت(59)، وكريستوفر كوكر(60)، وداكرتي وفالتزغراف(61)، وسميث وهادفيلد ودان(62)، ناهيك عن هنري كيسنجر، مفيدة خصوصاً في بحثي.
وكان العمل الوحيد عن السياسة الخارجية الأميركية والكرد تحديداً كتاب لمحو ونعمة. ووفق الكاتبين، يمثّل العمل في بساطة مصدراً عن الموضوع يستهدف توجيه الباحثين المستقبليين وهو مفيد فعلاً(63). ولم يكن من كتاب عن السياسة الخارجية الأميركية والكرد تحديداً. وفي خصوص الأدبيات الراهنة، يتركّز معظمها على الكرد وعلاقتهم بالقوى الخارجية والإقليمية، في مقابل نقص واضح لأي تحليل سياسي لتطور القضية الكردية نفسها، ما يقترح وجود دراسات أكاديمية قليلة جداً عن القضية الكردية ككل التي تكون أحياناً كثيرة جزءاً من كتابات عن مسائل في الشرق الأوسط الأوسع، وبذلك تطغى هذه المسائل على القضية. وفي ظاهرة لافتة كذلك، ما من معالجة نظرية لعلاقات الكرد بالدول الإقليمية أو الولايات المتحدة، أو لموقفهم في النظام الدولي ككل. كذلك وفيما كتِب كثير عن كرد تركيا والعراق، تتصف الأدبيات عن وضع الكرد في إيران وسوريا بأنها غير مناسبة خصوصاً(64).
ويشار إلى أن المرء يستطيع أن يلاحظ في بعض الأدبيات انحيازاً لمصلحة القضية الكردية أو ضدها. وهكذا وعلى الرغم من أن عمل غريب على مواد أرشيفية أولية لافت، تبدو موازنته بين المصادر متأثرة بالجانب العراقي(65). وفي هذا السياق، رفِضت دعاويه بأن صدام حسين، خلال «مفاوضات المانيفستو« في سبعينيات القرن العشرين، واستعداداً منه لحل القضية الكردية، «قدّم [إلى بارزاني] أوراقاً فارغة ليكتب عليها مطالبه، أشار إلى أنه لن يغادر إلى أن يوقّعها الطرفان»، وذلك من قبل محمود عثمان، الذي شارك من ضمن الوفد الكردي(66).
وهكذا يتضح أن هذا الكتاب محق في معالجة القضية الكردية من زاوية تركّز على تفاعلات الكرد مع القوى الإقليمية والدولية، مثل الولايات المتحدة، كجزء جوهري من القضية، وتتفحص أيضاً كيف ينهمك الكرد في التطورات الإقليمية والدولية، فيما تركّز في الوقت نفسه على التفاعلات بين الكرد.