قراءة كتاب الكرد والسياسة الخارجية الأمريكية

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الكرد والسياسة الخارجية الأمريكية

الكرد والسياسة الخارجية الأمريكية

كتاب " الكرد والسياسة الخارجية الأمريكية " ، تأليف ماريانا خاروداكي ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2013 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
الصفحة رقم: 7

4 نقد للتعريفات الاصطلاحية في الأدبيات

لدى معالجة الاصطلاحات في الأدبيات المتعلقة بالكرد، وفي تقديم نقد مختصر لها، أقول بأن من المبرر الإشارة إليهم بأنهم لاعبون «لا يشكّلون دولة». ومن ضمن العلاقات الدولية، وبعيداً عن اللاعبين الذين يشكّلون دولاً، نرى أنَّ الوحدات الأساسية التي تفعل وتتفاعل هي عبارة عن أفراد يتحركون إما بشكل مستقل وإما على أساس جماعي من ضمن مجموعات. ويعمل هؤلاء اللاعبون أساساً خدمة لمصالحهم الخاصة بهم أو يمكن أن يشكّلوا أعضاء في مجموعات أكبر. وهكذا يعتبر فهمي للاعبين الذين لا يشكّلون دولاً كلاعبين غير منظمين في دولة، ويتسمون بوضع خاص بنواة غير متبلورة لدولة، ويشكّلون مجموعة من الأفراد من ذوي الأهداف المشتركة والقادرين على التفاعل في النظام الدولي. ولذلك يمكن لهويتهم أن تتغير؛ فهم يمكن أن يكونوا (أ) مستقلين، أو (2) منتمين إلى دولة (أو مجموعة دول)، أو (ج) منظمات غير حكومية، أو (د) فروعاً لمجموعات تحت مجموعة قائدة، أو (هـ) كياناً معترفاً به دولياً. ويمكنهم أن يكونوا لاعبين اقتصاديين أو دينيين أو اجتماعيين – سياسيين، يمارسون في الأحوال كلها نفوذاً سياسياً.

يمضي هذا الكتاب على أساس أن إطاراً مطلوباً «يجمع اللاعبين الذين يشكّلون دولاً بالذين لا يفعلون» لأن «العلاقات الدولية في القرن العشرين شكّلها وقادها لاعبون لا يشكّلون دولاً»، ولندرة المراجع الأكاديمية عن اللاعبين السياسيين الذين لا يشكّلون دولاً(67). وكان للعولمة، وقيام كثير من المنظمات غير الحكومية التي لا تشكّل دولاً وذات التوجه الاقتصادي منذ ثمانينيات القرن العشرين، وقيام لاعبين لا يشكّلون دولاً ذوي توجه قومي منذ ستينيات القرن العشرين، وقيام لاعبين جدد بعد أحداث 11 أيلول، ودور حزب العمال الكردستاني في تأسيس الحكومة الإقليمية لكردستان (أيار 1992)، تأثيرات في المجتمع الدولي، وهي تقترح حاجة إلى درس هؤلاء اللاعبين الذين لا يشكّلون دولاً ويفرضون أجندتهم الخاصة بهم في مجال السياسة الخارجية على العلاقات الدولية.

وثمة أيضاً ثلاثة أسباب للأهمية الحاسمة لحالة الكرد كلاعب لا يشكّل دولة بالنسبة إلى نظرية العلاقات الدولية. أولاً، وكما أشير سابقاً، ثمة مراجع أكاديمية قليلة عن قيام لاعبين لا يشكّلون دولاً كلاعبين نافذين في العلاقات الدولية المتفاعلة مع سلطة الدولة. وهكذا يحدَّد نقص الأدبيات الحالية في تغطية المجموعات الدينية والسياسية. وعلى هذه الأسس، يعالج الكتاب العلاقة بين هؤلاء اللاعبين والآخرين الذين لا يفعلون في محاولة لملء الفراغ الناجم عن فشل منظّري العلاقات الدولية المنضوين في التيار السائد في هذا المجال(68).

ويتركّز معظم الأدبيات حول اللاعبين الذين لا يشكّلون دولاً أساساً على المنظمات غير الحكومية، والمنظمات الدولية والمؤسسات الاقتصادية. وليس أرنولد ولفرز الأكاديمي الوحيد الذي اعتبر المؤسسات الاقتصادية والمنظمات الدولية اللاعبين الذين لا يشكّلون دولاً في العلاقات الدولية(69)، فيما يكرّس فيربيك وفان أفورد فصلاً كاملاً لتأثير اللاعبين الاقتصاديين في السياسة الدولية، كتأثير التمويل المشترك للمنظمات، مثلاً(70). وبالطريقة نفسها، يساوي بورشيل بين هذا النوع من اللاعبين و«المؤسسات العابرة للقوميات، ومجموعات الاستثمار، واللاعبين الاقتصاديين»(71)، فيما يعتبر بييلر مؤسسات كهذه «مؤسسات من القطاع الخاص تتخذ دور لاعبين»، تتوزع في دورها إلى مؤسسات عابرة للقوميات، وحركات اجتماعية متعددة الجنسية، ومنظمات غير حكومية (أو حركات اجتماعية عالمية)، ويمكن لهذه الكيانات أن تكون مرعية مجتمعياً، كما هي الحال في الأغلب في الغرب، أو مرعية من قبل دولة (أي المنظمات غير الحكومية المتلاعَب بها، والمنظمات غير الحكومية المنظمة حكومياً)(72). كذلك يشير آرتس ونورمان ورينالدا، إلى جانب مانسباش وفيرغسون ولامبرت، إلى كيفية تأثير مؤسسات اقتصادية مثل منظمة التجارة العالمية والبنك الدولي، ومنظمات دولية مثل الأمم المتحدة، في النظام الدولي(73). ويؤمن هؤلاء الكتّاب في عمق بأهمية لاعبين كهؤلاء باعتبارهم ممثلين لمصالح الدولة(74).

ويناقش مانسباش وآخرون الانهماك الكبير للمؤسسات المتعددة الجنسية مثل «جنرال موتورز» في النزاعات العالمية، ويؤكدون أن العالم المعتمد على بعضه بعضاً اقتصادياً يتوسع(75). ويحدّد ستايلز أيضاً منظمات دولية مثل «أوكسفام» ومحلية مثل «بنك غرامين» كلاعبين لا يشكّلون دولاً(76). ويجب عدم استثناء النقابات المهنية، فهي كانت نافذة خصوصاً في عملية صنع القرار منذ 1945، ليس أقله في حالة الولايات المتحدة(77). فخلال الفترة التي أمضاها الملا مصطفى بارزاني في الولايات المتحدة، يقال إن السناتور كنيدي، رئيس الحركة العمالية، دفع وزارة الخارجية إلى منح الزعيم الكردي تأشيرة(78).

وينظر ويتاكر وبعض الكتّاب الآخرين إلى هؤلاء اللاعبين من زاوية أخرى غير اقتصادية(79). وهكذا تصنَّف مؤسسات البحوث باعتبارها منظمات لا تتوخى الربح(80)، وجيوش المرتزقة(81)، والشتات(82)، كذلك كلاعبين من النمط ذاته. ويناقش والتر المؤسسات العابرة للقوميات والمتمتعة بمجموعات ضغط كلاعبين لا يشكّلون دولاً منذ سبعينيات القرن العشرين(83)، ويبرز دالاكورا في معظم الأدبيات بالتركيز على الحركات الإسلامية باعتبارها أيضاً من ضمن اللاعبين العابرين للقوميات(84)، ويشرح تايلور دور المجموعات الإثنية العابرة للقوميات(85).

Pages