قراءة كتاب نهضة الأمة بين عوامل الإنحدار وسبل الإرتقاء

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
نهضة الأمة بين عوامل الإنحدار وسبل الإرتقاء

نهضة الأمة بين عوامل الإنحدار وسبل الإرتقاء

كتاب " نهضة الأمة بين عوامل الإنحدار وسبل الإرتقاء " ، تأليف د. عدنان زهران ، والذي صدر عن دار زهران عام 2012 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
No votes yet
المؤلف:
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 10

ثانياً: الفساد الاجتماعي

كان لانهيار وحدة العقيدة في الحياة الفكرية، وشيوع المذهبية آثارها في الحياة الاجتماعية. فقد انهار مفهوم الأمة الإسلامية وحلت محله مفاهيم: العصبية، والإقليمية، والعشائرية، والمذهبية. حتى أن العصبية كانت بين أحياء بغداد في باب البصرة وأهل الكرخ، وسوق المدرسة وغير ذلك. كما أن الفتن تكررت بين هذه الأحياء مرات ومرات، وأنه (مثلاً) قتل عدد كبير في عام 470ه واحرقت المنازل " ورفع العامة الصلبان، وهجموا على الوزير في حجرته وأكثروا من الكلام الشنيع... وجرى من النهب والقتل والفساد، أمور عظيمة".

ولقد أصبحت الصفة العامة للحياة الأجتماعية هي الشغب والإضطراب، فلطالما تمرد العيارون واللصوص- حتى في قلب العاصمة بغداد- واحتلوا أحياءها واستعصموا على قوات الخلافة. ولطالما اشتبك العامة بغلمان الخليفة من الأتراك(34).

وفي غمرة الفساد الذي ضرب الحياة الإجتماعية انصرف المجتمع بمختلف هيئاته إلى الإنشغال بقضاياه اليومية الصغيرة التي تدور حول الغذاء والكساء والمأوي والتنافس في التجارات واللهو وتلبية الشهوات. وانتشر النفاق والوصولية، وسقطت، الأخلاق، وانهارت القيم وصار الحديث عن المثل العليا، أو القضايا العامة إما وسيلة ثقافية يكتسب بها الخطباء والوعاظ، او مثاليات وخيالات يستخف بها الكثيرون ولا يعيرون لها انتباها، ولقد وصف المؤرخ أبو شامة مجتمع تلك الفترة فقال:

" كانوا كالجاهلية هَمُ أحدهم بطنه وفرجه. لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً"(35)

ورافق هذا الفساد مضاعفات من اللهو وفساد الأخلاق ترافق في العادة كل انحطاط في أي زمان ومكان. فقد شاعت ألعاب مصارعة الحمام، وشاع الزنا، وشرب الخمر، وانتشرت الملاهي والجواري والمغنيات إلى درجة ارتفعت من أجلها الشكاوي من آن لآخر.

Pages